دخل العمل وفق إجراءات أمنية جديدة، حيز التنفيذ، مباشرة عقب التفجيرات الإرهابية التي استهدفت، الأسبوع الماضي، مراكز الشرطة والدرك الوطني، عبر ولايتي تيزي وزو وبومرداس، وقد شرعت مصالح الأمن، طبقا لتعليمات رسمية، على مستوى الجزائر العاصمة والولايات المجاورة لها، في تشديد تدابير الرقابة والحيطة، من خلال غلق عدد من المنافذ الثانوية، القريبة من بنايات الأجهزة الأمنية، ووضع المتاريس أمامها، لمنع السيارات من التوقف. هذه الإجراءات الاحترازية، تهدف - حسب مصادر متطابقة - إلى تجنب وإحباط اعتداءات إرهابية باستخدام السيارات المفخخة أو القنابل المتحكّم فيها عن بعد، مثلما حدث، الثلاثاء الماضي، بسبع نقاط من ولايتي بومرداس وتيزي وزو، وقبلها ما حدث بمدينتي الرغاية ودرقانة، كما لوحظ خلال الأربعة الأيام الأخيرة، تكثيف حواجز المراقبة عند مداخل ومخارج الجزائر العاصمة وبعض الولايات المجاورة لها والقريبة منها، كتيبازة وبومرداس وتيزي وزو والبليدة والبويرة. تعزيز التدابير الأمنية، والرفع من درجة التأهب الأمني، خاصة على مستوى المحاور المصنفة ضمن "خارطة" نشاط ما يسمى ب "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلإمي "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، يأتي في سياق مواجهة "خطر" التفجيرات الاستعراضية التي بدأ هذا التنظيم المسلح في تنفيذها ضدّ مراكز الأمن الوطني والدرك الوطني، كخطة جديدة لنشر الرعب وسط المواطنين، بعد عدّة أشهر من عودة الاستقرار الأمني، واستئناف الحركة الاقتصادية والتجارية وتنقل الأشخاص، بالنهار والليل، خاصة بعد الشروع في جني ثمار قانون الوئام المدني وبعده ميثاق السلم والمصالحة الوطنية. تشديد الحراسة والمراقبة، خاصة حول المراكز والنقاط الأمنية، حتى وإن أحيا "هواجس" السكان وأثار فيهم غريزة التساؤل والخوف، إلا أن مثل هذه التدابير الوقائية والاحتياطية، تدخل، حسب مراقبين للشأن الأمني، في إطار "اعتيادي روتيني" ذو طابع استثنائي غالبا ما يكون مؤقتا، تقتضيه حتمية تأمين المؤسسات الرسمية وضمان سلامتها، على اعتبار أن اليقظة مطلوبة في مثل الوضع الذي تعرفه الجزائر منذ سنوات، وعليه لا داعي حسب ملاحظين لتهويل بعض المشاهد الضرورية لمواجهة الاحتمالات. وفي ظل الإجراءات الأمنية الجديدة، يؤكد خبراء في المجال الأمني، أن طريقة التفجيرات الإجرامية الأخيرة، تمّت بالاعتماد على الهواتف النقالة، وتشير بعض المعطيات، إلى إحصاء نحو 30 قنبلة على الأقل، في ظرف عشرة أيام فقط، منها ما تمّ تفجيرها ومنها ما تمّ تفكيكها من طرف مصالح الأمن، وترى أوساط مراقبة، أن اللجوء إلى خطة التفجير بواسطة التحكّم عن بُعد، واستعمال تقنية التفجير بالهواتف النقالة، يعطي الانطباع أن الإرهابيين غيّروا من طريقة عملهم، وحتى إن كان ذلك سيعّقد من مهمة المكافحة، برأي متابعين، إلا أن الاستعانة بمثل هذا الخيار، يؤكد سعي الجماعات المسلحة إلى تجنب مواجهة قوات الأمن، وذلك بتنفيذ اعتداءات سريعة ومفاجئة "وفي الليل"، تختزل فيها احتمالات المواجهة والاشتباك. ويُلاحظ خبراء أمنيون، أن أغلب الاعتداءات التي وقعت خلال الأيام أو الأسابع الأخيرة، تمّ تنفيذها باستخدام المتفجرات والقنابل، وهو ما يثبت انتقال المسلحين إلى "استراتيجية" جديدة، يُقتصر العمل بها، لتسهيل الفرار وتحجيم الخسائر وسط العناصر المنفذة للعمليات الإرهابية، إلى جانب التسبّب في إلحاق أكبر قدر من الأضرار المادية والبشرية، وبحثا عن الترويج والتشهير الإعلامي، داخليا وخارجيا، ونشر الهلع وسط المواطنين، بما يحرّضهم على إعادة حساباتهم المرتبطة بالطمأنينة والاستقرار وعودة الأمن. ج. لعلامي: [email protected]