لم يمر عيد الفطر لهذا العام دون أن يترك وراءه عدة حوادث مؤلمة، بعضها تسبب فيه إرهاب الطرقات وبعضها الآخر كان نتيجة سلسلة الحرائق التي مست غابات العديد من الولايات، خاصة منها الشرقية، فيما خلفت الفيضانات التي عرفتها دائرة برج باجي مختار العديد من المنازل المنهارة والمتضررة نتيجة الأمطار الغزيرة التي عرفتها خلال يومي العيد. وفيما يتعلق بحوادث المرور فقد سجلت وحدات الحماية المدنية 4441 تدخل، منها 27 حادث مرور تسبب في وفاة 24 شخصا و96 جريحا تم نقلهم إلى مختلف المؤسسات الاستشفائية خلال الفترة الممتدة من 8 إلى 10 أوت الحالي. وقد احتلت ولاية النعامة المرتبة الأولى من حيث عدد الموتى، حيث سجلت وفاة 5 أشخاص وجريحين في حادثين للمرور. من جهة أخرى سجلت مصالح الحماية المدنية، خلال يومي العيد، اندلاع عدة حرائق في مختلف أنحاء البلاد، أبرزها على الإطلاق تلك التي اندلعت ببعض ولايات الشرق الجزائري، منها 34 حريقا وقع في المناطق الحضرية والصناعية،21 حريقا بالغابات وتسبب في إتلاف 165 هكتار و33 حريقا بالجبال، وخسائر قدرت ب 376 هكتار. ففي ولايات سكيكدةوسوق أهراس والطارف أتلفت عديد الحرائق التي اندلعت خلال ال 24 ساعة الأخيرة عشرات الهكتارات من الغابات، حسب حصيلة الحماية المدنية، على منوال ولاية الطارف التي تقع في أقصى الشرق الجزائري، التي أتت فيها الحرائق يوم الخميس على 95 هكتارا من مختلف أصناف الأشجار الغابية، وتم تسجيل 17 حريقا استدعى تجنيد الأعوان الإطفاء لإخمادها، وهذا ببلديات حمام بني صالح وعين الكرمة والعيون الحدودية التي عرفت أكبر الخسائر التي لم يتم تقييمها بعد، بالإضافة إلى إتلاف 300 شجرة زيتون و50 خلية نحل ببلدية الشافية، وكذا مساحات أخرى من الأحراش والأدغال، الأمر الذي أدى إلى تجنيد 26 شاحنة. وبولاية سكيكدة تسببت الحرائق في إتلاف حوالي 90 هكتارا من الأحراش و150 شجيرة مثمرة، وكانت منطقة بولقرود بأعالي مدينة سكيكدة أكثر المناطق تضررا بإتلاف 10 هكتارات من الأحراش و150 شجيرة مثمرة، فيما شهدت كذلك منطقة وادي قريفة بأعالي المدينة حريقا أدى إلى إتلاف 20 هكتارا من أشجار الكاليتوس و20 هكتارا من الأحراش. كما أدى الحريق الثالث الذي نشب ببلدية عين الزويت إلى إتلاف هكتار واحد من أشجار الزيتون و40 هكتارا من الأحراش. أما بولاية سوق أهراس، تسببت ألسنة اللهب في إتلاف 31 هكتارا من أشجار الصنوبر الحلبي والأحراش والأدغال، وكان أكبر هذه الحرائق ببلدية أولاد مومن، حيث أتى على 20 هكتارا من أشجار الصنوبر الحلبي والأدغال والأحراش ولم يتم إخماده إلا صباح الجمعة الماضي بعد جهود كبيرة من قبل رجال الحماية المدنية، وما تزال جهودهم منصبة على إخماد حريق شب خلال نفس الفترة بغابة الجحيفة ببلدية الزعرورية، بالإضافة إلى عدة حرائق اندلعت بعدة غابات خلال نفس الفترة، على منوال الحريق الذي شب بفج الريح بسدراتة وأدى إلى إتلاف 500 متر مربع من الأعشاب الجافة، بالإضافة إلى الحريق الذي اندلع بالقرب من المؤسسة العمومية الولائية لتسيير مراكز الردم، والذي أدى إلى إتلاف 3 هكتارات من الأحراش والأدغال. فيما تبقى أربعة حرائق مشتعلة لحد الآن، إذ شب حريق منذ يوم الأربعاء الماضي بولاية جيجل على طريق الكورنيش غربا.. ليجعل من جيجل إحدى الولايات التي جاءت في الرتب الأولى التي مستها الحرائق خلال الفترة الممتدة من 1 جوان إلى 30 جويلية. وقد جاءت هذه الحرائق في أعقاب وضع مخطط خاص من أجل الوقاية من الحرائق من طرف الحماية المدنية، بهدف التحكم في الحرائق خلال فترة الحرارة الشديدة، ورغم الإمكانيات التي سخرت بتواجد 22 رتل متنقل على المستوى الوطني والعديد من رجال الإطفاء، إلا أن النيران ماتزال تلتهم عدة غابات. وبعيدا عن ألسنة النيران، تسببت الأمطار الطوفانية التي تساقطت على دائرة برج باجي مختار في انهيار 25 مسكنا وتضرر 40 مسكنا آخر بدرجات متفاوتة، الأمر الذي يهدد حياة قاطنيها. كما تسببت ظاهرة السباحة في المياه الراكدة، التي انتشرت في السنوات الأخيرة، في وفاة 75 شخصا خلال هذه السنة.