كان الحوار ربيعيا، وأغاريد طيور الجنة تملأ الأجواء.. ألوان الطيور غريبة ومثيرة.. وما أثار انتباهي أن ثمة عدة إشارات تدل على الطرق والأمكنة والمسالك.. وكذلك تدل على الأزمنة الأولى التي تلت نزول حواء وآدم من الجنة برفقة الشيطان، والأزمنة المتعددة التي عاشتها البشرية.. كما قرأت في إشارة أخرى معلقة كان قد وضعها أحد الملائكة أن اللغة السائدة والمنتشرة هي اللغة العربية، وهنا تذكرت عثمان سعدي، رئيس جمعية الدفاع عن اللغة العربية، والصحفي بوعقبة والسفير عبد القادر حجار، ومعظم المناضلين في حزب الدفاع عن اللغة العربية. ولقد علمنا أن العربية منتشرة في الجنة وجهنم على حد سواء. وإذا صدقت أحد الحراس الذي التقيت به في الآخرة، فإن عدد المتكلمين الأصليين بالعربية يشكلون غالبية نزلاء فنادق جهنم.. وكان أول من التقيت بهم هو الشيخ البشير الإبراهيمي، كان يفترش الأرض إلى جانب مالك بن نبي وهما يتبادلان النكت البريئة عن الغلمان والحوريات.