موت أين وجِدَ الميت؟ مَن وَجدَ الميت؟ هل كان الميت ميتاً حين وجدوه؟ كيف وجِدَ الميت؟ لمن كان الميت؟ من والد أو ابنة أو أخ أو عمّ أو أخت أو ابن الميت المخذول؟ هل كان ميتاً حين خذلوه؟ هل خذلوا الميت؟ من خذلَ الميت؟ كان الميت عارياً أم كاسياً بالرحلة؟ ماذا جعلكَ تعلن أن الميتَ مات؟ هل أعلنتَ أن الميت مات؟ أنّى لكَ أن تعرف الميت؟ كيف عرفتَ بأن الميتَ مات؟ هل غسّلتَ الميت؟ هل أحكمتَ عينيه؟ طمرتَ الميت؟ هل خلّيته مخذولاً؟ وهل قبّلتَ الميت؟ لقاء هم موتى الليل، ينظر حذراً قدماءُ الموتى للموتى الجدد، سائرين نحوهم· هناك دقّةُ قلبٍ واهنة حين يحتضنُ الموتى قدماءَ الموتى حين يسير الموتى الجدد نحوهم، يقبّلون ويصرخون في لقائِهم من جديدٍ لأول وآخر مرة· قد يكبر الموت قد يكبرُ الموت لكن لا يزالُ ذا سُلطان، يُجرّدكَ الموتُ بنوره الشفّاف، وهو بالغُ الحِذق حتى لا تعرفه قطّ، حيثُ يرتقبكَ ليغوي عزيمتك، ينضو عنكَ ملبسك وأنت تلبس، ليقتل··· لكن الموت يُجيز لك أن تُرتّب ساعاتك، ريثما يمتصّ الرحيق من زهرك الشقيق· إلى زوجتي كنتُ ميْتاً، وأنا الآنَ حيٌّ فترفّقتِ بيدَيّ· متّ أعمى، فترفّقتِ بيدَيّ· رأيتِني أموتُ، فرأيتُ حياتي· كنتِ حياتي حين مِتّ· أنتِ حياتي، وهكذا أعيشُ· باركِ اللهم أمريكا ها هنا يمضون ثانيةً، اليانكي باستعراضٍ مسلّح، يردّدون أغانيهم السعيدة راكضين عبر العالم الكبيرِ يمتدحونَ إلهَ أمريكا· البالوعات انسدّت بالموتى من لم يلتحق بهم ومن يأبى الغناءَ من يفقدون صوتهم ومن تناسوا اللحن· الفرسانُ لديهم سياطٌ قاطعة· رأسكَ يتدحرجُ في الرمل رأسكَ بِركةٌ في الوسَخ رأسكَ بقعةٌ في التراب عيناك جاحظتان وأنفكَ يشمشم في شوكةِ الموتى وكلّ هواء الموتى حيٌّ برائحة إله أمريكا· قدّاس لراحة الموتى كما يقولون على الدوام، العميان، الصُمّ، ومن بقي ليموت، المؤمنون من زمنٍ بالليل، الأجداد الحذرون من النور لكنهم وجدوا فتحات حجرتهم هشّمها البحر الذي زمجر عليهم فأغرقهم وأمسك عنهم الهواء عقاباً على رغباتهم· لا تنظر لا تنظر، يوشك العالم أن ينفجر لا تنظر، يوشك العالم أن يقذف نوره حيث نقتَل أو نموتُ أو نرقصُ أو نبكي أو نصرخُ أو نصيء كالفئرانِ، كي نتفاوضَ حول قيمتنا المبدئية·