قبل، أمس، مجلس الدولة الاستئناف الذي قدمه منسق جبهة التحرير الوطني عبد الرحمان بلعياط بخصوص الحكم الذي أصدرته المحكمة الإدارية بالجزائر العاصمة، القاضي برفض الدعوى المتعلقة بإلغاء الترخيص الذي منحته مصالح ولاية الجزائر لعقد اجتماع اللجنة المركزية للأفلان، من أجل انتخاب أمين عام للحزب يومي 29 و30 أوت الجاري، بفندق الأوراسي بالجزائر العاصمة. ويأتي هذا القرار ليعمق الشرخ في الأفلان ويفتح باب التساؤل حول من سيقود الأفلان وشرعية الأطراف المتصارعة الممثلة في جماعة بومهدي من جهة وجماعة بلعياط من جهة أخرى، كما أظهرت المستجدات التناقض بين وزارة الداخلية التي منحت الترخيص وقرار السلطات القضائية التي فاجأت جماعة بومهدي بقرار الإلغاء ساعات فقط قبل افتتاح أشغال الدورة. وكانت مصالح الأمن اتخذت إجراءات بفرض تعزيزات أمنية مشددة على فندق الأوراسي بالعاصمة، تحسبا لأي انزلاقات لا تحمد عقباها، قد تتخلل مجريات أشغال اجتماع دورة اللجنة المركزية لجماعة بومهدي التي كان من المفترض أن تقام اليوم، وهي نفس الإجراءات التي اتخذتها مصالح الأمن لكن بأقل حدة أمام مقر الحزب بحيدرة تزامنا مع انعقاد دورة موازية يقودها منسق الحزب عبد الرحمان بلعياط. وشهدت حظيرة السيارات لفندق الأوراسي والطرق المؤدية إليها تواجدا أمنيا مكثفا، حيث توافدت شاحنات لعناصر مكافحة الشغب، منذ صبيحة أمس، على الفندق، قارب عددها حوالي العشرين، بالإضافة إلى سيارات الأمن التي فرضت طوقا أمنيا على الفندق والأحياء المحيطة به، كما وضعت فرق للمراقبة على مستوى الطرق المؤدية إلى مدخل الفندق امتدت من مدخل الحديقة المحاذية للمقر الرئيسي للوكالة الوطنية للطاقة النووية إلى غاية مقر وزارة الدفاع الوطني. وإن كانت الأجواء بمحيط الأوراسي يطبعها التوتر والتخوف من أي انزلاقات، فإن الأجواء بمقر الحزب كانت عكس ذلك، حيث كانت التعزيزات الأمنية بمحيط المقر أقل حدة من نظيرتها في الأوراسي، واصطفت حوالي أربع شاحنات لمكافحة الشغب عند مدخلي الطريق المؤدي إلى المقر، كما ضربت فرقة للأمن مشكلة من أربعة أعوان طوقا أمنيا عند مدخل المقر تزامنا مع إصرار جماعة بلعياط على عقد دورة موازية للجنة المركزية هناك. وقبل صدور قرار مجلس الدولة، أمس، القاضي بالاستئناف الذي قدمه منسق الحزب عبد الرحمان بلعياط، كانت الأنظار تتجه إلى الأوراسي لمعرفة من سيكون الأمين العام الجديد للأفلان بعد 8 أشهر من الفراغ، حيث أبانت بعض الأسماء عن نية ترشحها لمنصب الأمانة العامة، منها السعيد بوحجة ومصطفى معزوزي اللذين أعلنا، أول أمس، في بيان لكل واحد منهما ترشحهما، بالإضافة إلى رئيس المجلس الشعبي الوطني الأسبق عمار سعيداني الذي كان يعتبره الكثيرون الأوفر حظا لخلافة الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم.