اتهمت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان، جناح حسين زهوان، جبهة القوى الاشتراكية وعلي يحي عبد النور والسناباب (جناح رشيد ملاوي) بتلقيها الأموال من منظمات أمريكية وفرنسية نشطة في مجال حقوق الانسان من أجل العمل على زج الجزائر إلى ما يسمى بالربيع العربي. ذهب رئيس الرابطة حسين زهوان، في ندوة صحفية نشطها أمس بمقر المنظمة، إلى حد اتهام هؤلاء ولاسيما الأفافاس بأنهم يتلقون الأموال من قبل هذه التنظيمات منها الفيديرالية الدولية لحقوق الانسان والمعهد الوطني الأمريكي الديمقراطي اللذان يتنافسان - حسبه- من أجل بسط أيديهما على مجال حقوق الانسان في الجزائر لاستعماله كورقة ضغط على السلطات الجزائرية وفرض ما يسمى بالربيع العربي. وأكد حسين زهوان أن "الأفافاس يعيش مرحلته النهائية بعد تأكد نهاية مهمته لدى السلطة للعب أدوار سياسية مثلما هو الشأن بالنسبة للعديد من الأحزاب التي فقدت مصداقيتها، فراح يلعب أوراقه الأخيرة بعقد اتفاق مع هذه المنظمات الأجنبية لكن سرعان ما فشلت محاولاته بسبب تراجع قوته وهو ما يفسر الصراع القائم في الرابطة بين رئيسها الشرفي علي يحي عبد النور وبين من يسمى رئيسها الحالي نور الدين بن يسعد وشويشة الذي يحركه الرئيس السابق لنقابة السناباب رشيد معلاوي المقيم حاليا بفرنسا بأموال الفيديرالية الدولية لحقوق الانسان". ولم يتوان حسين زهوان في اتهام آيت احمد زعيم الأفافاس شخصيا الذي يتابع -يقول منشط الندوة - يوميا مجريات التنظيم من سويسرا وكان في اتصال دائم ومباشر مع علي يحي عبد النور، بإثارة البلبلة في أوساط أعضاء الرابطة، وهو الوضع الذي يريح السلطة على اعتبار ان الانقسام الحاصل فيها يخدم مصالحها وهو ما دفع بها الى عدم الفصل في قضيتها المطروحة أمام العدالة منذ 2007، بل والأخطر هو اختفاء ملف خاص بقرار صدر من المحكمة العليا لصالحهم يقضي بعدم استعمال رموز الرابطة من قبل الجناح المعارض لهم". وأشار زهوان إلى أنه لم يهضم في البداية وجود أطراف أجنبية نشطة في مجال حقوق الانسان، تعمل على دفع الجزائر إلى الاحداث الدموية التي تعرفها غالبية البلدان العربية. لكن بعد التحريات التي أجريت من جانب الرابطة - يضيف زهوان- تم التوصل الى أدلة تثبت ما يقولون. وتحدث زهوان مطولا عن بداية الصراع بينه وبين علي يحي عبد النور بشأن الرابطة في 2004، حيث كشف أن آيت أحمد وجه رسالة قبل موعد المؤتمر الأخير للتنظيم المنعقد في بومرداس سنة 2004 قرأها علي يحي عبد النور على جماعته سربت نسخة منها إليه تقول بأن ايت آحمد يصر على ضرورة "الاستحواذ" على الرابطة لغرض استغلالها سياسيا من أجل الوصول إلى السلطة، وهو ما وقع فعلا بدليل أن آيت أحمد تنقل قبيل التشريعيات الأخيرة الى منطقة بوفاريك من أجل التفاوض بشأن الكوطات التي أعطيت إلى حزبه مقابل مشاركته في الانتخابات لإضفاء الشرعية على هذه الاستحقاقات، والتي تعد نتيجتها وصول بوشاشي الى البرلمان. ولم يخف المتحدث تلقي الرابطة التي يترأسها دعما ماليا من لجنة حقوق الانسان بالاتحاد الاوروبي، والتي تدخل في إطار برنامج الشراكة الذي أبرمته الجزائر مع الاتحاد، حيث شاركوا في أربعة برامج، مشددا في ذات الوقت على أن الطرف الأوروبي كان صارما في مسألة التمويل الى درجة الاستفسار عن أدق التفاصيل في تقييمه للتقرير المالي لبرامج الشراكة. وعاد المسؤول للحديث عن علي يحي عبد النور الذي قال إنه كان رفيقه في العمل لسنوات، لكنه ارتكب اخطاء جسيمة، بسبب حيائه المفرط الى درجة سهولة السيطرة عليه، حيث تم استغلاله من قبل زعيم الأرسيدي سعيد سعدي في الثمانينات لأغراض سياسية، بعدها اصبح تحت قيادة ايت احمد الذي كان يوجه له تعليمات مباشرة من سويسرا واليوم فهو يتعامل مع رئيس السناباب سابقا رشيد معلاوي الذي يتلقى دعما ماليا من الفيديرالية الدولية لحقوق الانسان كما هو الشأن بالنسبة لمسؤولة جمعية عائلات المفقودين نصيرة ديتور التي تقوم بدور رئيسي، وهو تجنيد الشباب بإغرائهم بالأموال من أجل العمل لصالح هذه الفيديرالية.