نفذت قوات الأمن الكينية عملية اقتحام مركز ويستغيت للتسوق في العاصمة الكينية نيروبي، لتحرير الرهائن. وسمعت أصوات إطلاق نار وانفجارات في المركز، كما شوهد دخان كثيف يتصاعد من المبنى. وأظهرت صور تليفزيونية القوات وهي تهرع إلى المبنى، الذي يعتقد أن فيه نحو عشرة مهاجمين. وتقول الحكومة الكينية إن عملية تحرير الرهائن تسير بشكل جيد. وقالت وزارة الداخلية في تغريدة على حسابها على تويتر:"قبضنا على بعض الأفراد في المطار للتحقيق". وأكد جوزيف أولي لينكو، وزير الداخلية، في مؤتمر صحفي، مقتل "إرهابيين" اثنين وإصابة عدد من الأشخاص في عملية الاقتحام. وأشار إلى أن المسلحين الموجودين في المركز أحرقوا مراتب أسرة في أحد المتاجر داخل المركز التجاري، ما أدى إلى تصاعد الدخان. ورفض الوزير تحديد موعد إنهاء عملية الاقتحام، غير أنه تعهد بأن تبذل الحكومة أقصى ما تستطيع لإنهائها بسرعة.وكانت حركة الشباب الصومالية قد أعلنت المسؤولية عن الهجوم على مركز ويستغيت. وقالت إنها تثأر بذلك من العمليات التي يشنها الجيش الكيني في الصومال. وتوجد القوات الكينية في الصومال ضمن قوات الاتحاد الإفريقي. فيما نقل عن قيادي في الحركة قوله إن مسلحيها سيقتلون الرهائن الذين يحتفظون بهم إذا استخدم الجيش الكيني القوة لتحريرهم، حسبما ورد في بيان نشر في موقع مرتبط بالحركة. وقال الشيخ علي محمد راجي الناطق باسم الشباب في البيان، إن "الإسرائيليين والكينيين حاولوا اقتحام مركز تسوق ويستغيث بالقوة ولكنهم فشلوا. سيقتل المجاهدون الرهائن إذا استخدم العدو القوة". وفي إسرائيل، قال مسؤول أمني كبير، إنه ليس لإسرائيل جنود يقاتلون في كينيا. وأضاف "ليس هناك رهائنا من الإسرائيليين في مركز التسوق". ورفض المسؤول التعليق بشكل مباشر على تقارير أشارت في وقت سابق إلى أن خبراء أمنيين إسرائيليين يقدمون المشورة لقوات الأمن الكينية. لكن صحيفة "ها آرتس" الإسرائيلية، نشرت مقالا بعنوان "إسرائيل وكينيا: علاقات وطيدة وذخيرة استراتيجية"، حيث كتب الصحفي الإسرائيلي "باراك رافيد" تقريرا مفصلا عن العلاقات الوطيدة بين إسرائيل وكينيا، وذلك على ضوء ما نشر أمس، بأن قوات خاصة إسرائيلية تشارك في تحرير الرهائن في نيروبي. وقال رافيد في مستهل تقريره: "في ال 15 مارس 2007 التقت شخصية دبلوماسية بالسفارة الأمريكية لدى نيروبي ومدير عام وزارة الخارجية الكينية "توم أمولو"، واستعرض المسؤول الكيني العلاقات الخارجية لبلاده مع دول الشرق الأوسط وتوقف عند إسرائيل، مؤكدا أن إسرائيل وكينيا تقيمان علاقات تعاون أمني واستخباري وثيقة منذ سنوات عديدة وتجريان اتصالات على كافة المستويات وفي كل المجالات. وأضاف رافيد أن "أمولو" قال وفقا لأحد وثائق "ويكيليكس" المسربة، إن "إسرائيل شريك استراتيجي لكينيا، فإسرائيل تمثل ثقلا أمام الدول الأخرى بالمنطقة التي لا تشاركنا قيمنا (في إشارة للسودان)". وأكد الكاتب أن نيروبي تعد في السنوات الأخيرة بمثابة القاعدة التي تحاول منها إسرائيل ومؤسساتها الأمنية والاستخبارية فهم ما يحدث بإفريقيا والتعاطي مع التهديدات الإرهابية المتزايدة ضد أهداف إسرائيل بالقارة السمراء. وأشار إلى أن العمليات الإرهابية التي نفذها تنظيم القاعدة ضد السفارة الأمريكية بنيروبي، أضاءت الضوء الأحمر لدى المخابرات الإسرائيلية فيما يتعلق بتهديد الإرهاب بإفريقيا، لكن العملية التي نفذها تنظيم القاعدة ضد السياح الإسرائيليين في فندق "باراديس" بمومباسا ومحاولة إسقاط طائرة "أركيع" الإسرائيلية بواسطة صاروخ كتف في نوفمبر 2002، حولت الضوء الأحمر إلى ناقوس خطر حقيقي. ويخلص الكاتب إلى أن كينيا تعد واحدة من زبائن الصناعات العسكرية الإسرائيلية، حيث باعت إسرائيل لكينيا كميات كبيرة من الأسلحة فضلا عن الخبرات الأمنية، مشيرا إلى أن الكثير من الجنود الكينيين تلقوا في السنوات الأخيرة تدريباً وإعدادا على مكافحة الإرهاب في إسرائيل وكذلك قام مدربون إسرائيليون بشكل رسمي وغير رسمي بتدريبهم في كينيا أيضا.