بدأ التنافس بين بوشكاش وكوشيتش قبل وقت طويل من ارتداء الأخير قميص منتخب المجر لأول مرة، واستمر لغاية اعتزالهما. كان كوتشيش، إلى جانب مهارته الرأسية القاتلة، حاسما بالقدمين على الأرض، وهو استهل مسيرته مع فريق كوبانياي بعمر السابعة عشرة عام 1946، قبل انضمامه السلس إلى العملاق المحلي فيرينكفاروس. بعدما أصبح المهاجم الأساسي في الفريق عام 1949، انطلقت معركة الهدافين مع بوشكاش نجم هونفيد آنذاك. سجل بوشكاش، الذي يكبره بسنتين ونصف، 46 هدفا في ذاك الموسم مقابل 33 لكوشيتش، ثم 31 مقابل 30 في الموسم التالي. وعندما أصبحت المجر دولة شيوعية جانفي 1949، انتهز الفرصة. سيطرت وزارة الدفاع على نادي كيشبيشت الذي أصبح معروفا تحت اسم هونفيد، وفي ظل نفوذ سيبيس، أضافوا كوشيتش وجيولا جروتشيش وجيولا لورانت وبوداي وتسيبور إلى صفوفهم التي كانت تضمّ أصلا جوزف بوتسيك وبوشكاش. كانت النتائج رائعة للنادي وللمنتخب الوطني. أحرز هونفيد لقب الدوري خمس مرات متتالية في الدوري بين 1949 و1955، في وقت شكل فيه لاعبوه نواة المنتخب المجري الرائع. أحرز منتخب "المجر السحري" الميدالية الذهبية الأولمبية، وبعدها بسنة كأس أوروبا الوسطى وصعقوا منتخب إنجلترا (6-3)، ليصبحوا أول منتخب من خارج الجزر البريطانية يخرج فائزا من ملعب ويمبلي. بعد ستة أشهر، لقنوا المنتخب عينه درسا قاسيا عندما سحقوه (7-1) في بودابست. دخلت المجر كأس العالم 1954 بوصفها المرشحة الأوفر حظا، وعززت ذلك بتصدرها الرهيب للمجموعة الثانية إثر سحقها كوريا الجنوبية (9-0) وألمانيا الغربية (8-3)، حيث سجل كوشيتش ثلاثة أهداف في الأولى وأربعة في الثانية. حقق رجال سيبيس الفوز بعدها على البرازيل (4-2) ثم على أوروغواي، ووصل "الرأس الذهبي" مرتين إلى الشباك في كل من المباراتين ليبلغ النهائي، حيث دفعت المجر مع بوشكاش المُصاب ثمن إحدى أكبر المفاجآت في تاريخ الدورة، إذ خسرت تقدمها وسقطت أمام ألمانيا الغربية (3-2) على ملعب فانكدورفشتاديون. عندما تسببت الثورة المجرية بحلّ مفاجىء لأحد أعظم المنتخبات وأكثرها جمالية في تاريخ كرة القدم. إنضم كوشيتش، بعد فترة قصيرة مع يونج فالوز السويسري، إلى العديد من مواطنيه المنشقين إلى إسبانيا. لعب هناك دور رأس الحربة القوي مع فريق برشلونة. لكن لسوء حظ إبن مدينة بودابست، كان شريكه السابق ضمن نواة فريق ريال مدريد الرائع، إلى جانب خوسيه سانتا ماريا ولويس دل سول وفرانسيسكو خنتو وريمون كوبا وألفريدو دي ستيفانو. في الواقع، وفي وقت كان كوتشيش على الموعد دوما مع برشلونة الذي أحرز لقب الدوري مرتين على التوالي وكأس المدن والمعارض، خلال سبعة مواسم له في ملعب كامب نو، تألق بوشكاش وقاد ريال مدريد لإحراز خمسة ألقاب أوروبية.إن انجاز اللاعب غير مسبوق حيث خاض أكثر من 43 مباراة دولية، وأكثر من 400 هدف برأسه خلال مسيرته، ليدخل عن جدارة ضمن قائمة أعظم المهاجمين في التاريخ.