تصاعدت الأزمة أمس، بين مؤسسة التلفزة الوطنية وشبكة الجزيرة الرياضية (المالك الحصري) لحقوق بث مباريات التصفيات لمونديال البرازيل، ذلك بعد أن بثت القناة الأرضية الجزائرية أول أمس، المقابلة التي جمعت المنتخب الوطني بنظيره البوركينابي في مباراة الذهاب التي جرت بملعب 4 أوت بواغادوغو، دون شراء حقوق البث وذلك إثر تعثر مفاوضاتها مع الشبكة القطرية من الوصول إلى حل. وتعهدت الجزيرة الرياضية في بيان نشرته على موقعها الالكتروني «أنها تعتزم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة من أجل وقف من يتعدى على الحقوق الحصرية التي تملكها، دون وجه حق» وذلك بالإشارة إلى التلفزيون الجزائري ونقله لمباراة بوركينا فاسو. في حين رد التلفزيون الجزائري على لسان أحد مذيعيه بالقول: «إنه كان مرغما على نقل أحداث المباراة على شارة التلفزيون البوركينابي»، مبررا ذلك بالقول: «إن ذلك يهدف إلى ضمان حق المواطن الجزائري في الإعلام» وذلك «بعد استنفاذ كل الوسائل والطرق المتداولة دوليا لضمان البث»، وأشار بيان شارع الشهداء إلى أن شركة «سبورت فايف» المالكة الأصلية لحقوق البث، وفقا للاتفاق المبرم مع الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، لم ينص صراحة على حقوق التلفزيونات الوطنية في بث المباراة داخل أراضيها» - حسب البيان - ما يعني أنه يترك الباب مواربا لامكانية المطالبة بكسر الاحتكار الذي تفرع القناة المالكة والمتمثلة في شبكة الجزير، حسب إشارة بيان التلفزيون. وذكر التلفزيون الجزائري مشاهديه، أن «الشبكة القطرية» كانت السباقة إلى خرق حقوق الملكية عندما قامت «بقرصنة نهائي كأس الجمهورية 2013، بين مولودية الجزائر واتحاد العاصمة، دون الحصول على حقوق البث». في حين، نقل موقع الجزيرة الرياضية عن مصادر - لم يكشف عن هويتها - قولها: «إن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) يسعى إلى تغريم الاتحاد الجزائري لكرة القدم على خلفية إخلال التلفزيون الجزائري المملوك للحكومة بالاتفاق الذي يربط الاتحاد الإفريقي بأعضائه من الاتحادات الوطنية». وقال مصدر جزائري لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، إن الاتحاد الإفريقي قد يفرض غرامة مالية كبيرة على الاتحاد الجزائري تصل إلى 500 ألف دولار ستقتطع من حقوقه المترتبة عن حقوق البث التلفزيوني الخاصة بتصفيات مونديال البرازيل. وأضاف المصدر (الذي لم يذكر اسمه)، «أعتقد أن الجزيرة الرياضية ستتقدم عبر شركة «سبورت فايف» المالكة الأصلية لحقوق البث وفقا للاتفاق المبرم مع الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بشكوى إلى الكاف الذي بدوره لن يتأخر في معاقبة الاتحاد الجزائري من خلال إلزامه بدفع غرامة مالية يمكن أن تتراوح ما بين 100 ألف و500 ألف دولار ستقتطع دون شك من حقوقه (الاتحاد الجزائري) من البث التلفزيوني المترتبة عن مشاركته في تصفيات المونديال». وأوضح المصدر أن كل الاتحادات الكروية الأعضاء في الاتحاد الإفريقي وافقت على لوائحه بما فيها المتعلقة بالبث التلفزيوني، مؤكدا أن التلفزيون الجزائري ارتكب خطأ في بث المباراة مباشرة على الهواء وأنه كان بإمكانه بثها مسجلة دون أن يتسبب في أية مشكلة. ولفت المصدر أن التلفزيون الجزائري سيكون ملزما بمنح إشارة البث للجزيرة الرياضية في مباراة العودة لأنها لا تحوز على رخصة العمل في الجزائر، على أن يستفيد من بث المواجهة على القناة الأرضية على الهواء مجانا أو طلب مقابل مادي مقابل تصوير المباراة. وتتحدث مصادر عن رفض إدارة التلفزيون الجزائري لمساومات الجزيرة الرياضية التي تكون قد طالبت بفتح مكتب لها في الجزائر مقابل السماح بنقل المباراة مباشرة. وعلى الصعيد الجماهيري، تواصلت ردود الأفعال المختلفة في المواقع الالكترونية بين مؤيد لكسر احتكار الجزيرة وبين المدين لما أسماه «قرصنة اليتيمة» لحقوق البث. وتفاوتت ردود الفعل على موقع اليوتيوب، الذي نشر المقطع المصور لبيان التلفزيون الرسمي. بينما تراشق متابعو الشبكة الاجتماعية وخاصة موقع «الفيس بوك» بالألفاظ والاتهامات، حول هذا السلوك الذي انتهجته «اليتيمة» وما يمكن أن يترتب عنه في المباريات القادمة، في حين طالب بعض الرواد بحرمان قناة الجزيرة من إشارة البث في مباراة العودة المقرر إقامتها في نوفمبر القادم بالجزائر.