لا شك أن الأخضر الإبراهيمي الذي ذاع صيته في أكثر من قضية دولية عصية على الحل، أوحرب أهلية تأكل الأخضر واليابس، في أزمنة الجنون، أوحروب ونزاعات إقليمية ودولية طوال سنوات عمله الديبلوماسي في الأممالمتحدة، يجد نفسه اليوم في موقفٍ حرج يضفي ضبابية أكثر حول ذلك الإطار الذي حاصر صورته خلال الحربيين الأمريكيتين في كل من أفغانستان والعراق، اللذين عمل فيهما كمبعوث أممي وسفير للأمم المتحدة في أعقاب الحرب. ولعل الهجوم الكبير الذي يتعرض له الرجل من أكثر من وجهة، بما فيها "النظام السوري" ومعارضته المسلحة، وعدد من الدول العربية لاسيما الخليجية منها، هو الذي دفع الرجل إلى أن يطلب - هو نفسه - أن تكون مهمته مقتصرة على تكليف الأممالمتحدة، وذلك في أكثر من تقرير نشرته الصحافة نقلا عن مصادر من الأممالمتحدة. في حين رفع المجلس الوطني السوري المعارض توصية إلى "الائتلاف" (وهو أعلى هيئة تنفيذية) للمطالبة بسحب "التكليف" العربي من الإبراهيمي نظرا لإخلاله بموجبات التكليف. وبصرف النظر عن مدى اعتماد "الائتلاف" على التوصية الصادرة من جسمه التشريعي في المعارضة، وبالتالي طرح الفكرة على اجتماع وزراء الخارجية العرب أو لا، فإن من الواضح أن "الأخضر" لم يعد موضع ثقة بالنسبة للمعارضة التي لم تتوقف عن اتهامه. لكن ما هو أخطر أنه لم يكن أيضاً إلى وقت قريب موضع ثقة النظام، حيث شنت أجهزة النظام السوري الدعائية حملة كبيرة ضد الرجل باعتباره منفذ للأجندة الأمريكية والخليجية، قبل أن يتحول الأمر في أعقاب مبادرة تفكيك الكيمياوي.. فأصبحت سهام المعارضة هي الأكثر حدة من أسهم النظام الطائشة.