قد تكون السلطات العمومية على صواب عندما يؤكد مسؤولو قطاع الطاقة والمناجم أن استخراج واستغلال النفط الصخري، الذي توجد منه احتياطات ضخمة في الجزائر، هي مسألة محسومة ومسألة وقت فقط، وفي الواقع فإن الاعتبارات التي يسوقها هؤلاء المسؤولون تستند إلى كون النفط سوف يظل يشكل حلقة أساسية في منظومة الطاقة خلال العقود القادمة فضلا عن النمو السنوي لاستهلاك الوقود. وفي المقابل، يسوق المعارضون لهذا التوجه حججا تتعلق بكون تكلفة استغلال هذا النوع من النفط هي مرتفعة فضلا عن الآثار البيئية التي يخلفها ذلك، حيث يطرحون بدلا من ذلك مسألة عقلنة استغلال النفط التقليدي الموجود أصلا والاقتصاد في الطاقة قدر المستطاع. ورغم أن السلطات العمومية تطرح مسألة صدور مرتقب لتشريعات بخصوص أقصى شروط المراقبة التقنية لاستخراج واستغلال النفط الصخري، إلا أن التخوفات تظل قائمة لا سيما بالنظر إلى تجارب بعض الدول في هذا المجال، وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة، حيث يجري الحديث عن كون التقنيات المستعملة في استخراج النفط الصخري قد تؤدي إلى تلوث طبقات المياه في المناطق التي يجري فيها استخراج هذا النوع من النفط فضلا عن الثغرات التي يحدثها ذلك في الطبقات الأرضية وما يعقبه من هزات زلزالية، كما حدث مثلا في «داكوتا الشمالية» بالولاياتالمتحدةالأمريكية، وفق ما يقوله بعض الخبراء دائما. من المؤكد أن لكل حججه القوية في الموضوع، ومن المؤكد أن الجزائر ماضية في استغلال النفط الصخري وهي التي تملك منه ثالث احتياطي عالمي بعد الصين والأرجنتين، وفق بعض التقديرات، وما لم تظهر أشكال جديدة ومبتكرة من الطاقة تكون في مستوى الكلفة والفعالية والوفرة كتلك التي يوفرها النفط.. فإن النفط الصخري سيصبح متداولا بقوة في العالم ولن يبقى سوى التشبث بالأمل في أن يستطيع خبراء التكنولوجيا إيجاد أحسن الطرق لاستخراجه واستغلاله بأقل كلفة ممكنة من الناحيتين الاقتصادية والبيئية أيضا.