يختلف مستوى الفهم والتواصل لدى المواطنين الذين تحدثنا إليهم، من شخص إلى آخر، بخصوص موضوع الجيل الثالث من خدمة الهاتف النقال، وبغض النظر عن أولئك الذين لا يفقهون شيئا في الموضوع، وهم موجودون فعلا، فإن بعض الذين لديهم فهم للتطبيقات الجديدة التي ستوفرها هذه الخدمة أبدوا تشاؤمهم بخصوص نوعية الخدمة التي سوف يتم تجسيدها في الميدان، حيث يرسمون في مخيلتهم دائما ما يعتبرونه "خدمات رديئة" للأنترنيت في بلادنا. ولم يظهر عامل بمحل للنسخ والطباعة بالعاصمة، فضل عدم الكشف عن هويته، أي علم بالموضوع عندما سألناه بخصوص الجيل الثالث من خدمة الهاتف النقال، ورغم أنه اعترف بكونه لم يسمع به "إلا لماما من جانب الناس"، فقد أكد أيضا أنه لا يحبذ كثيرا الاهتمام والخوض في كل ما يتعلق بتكنولوجيات الإعلام والاتصال إلا أنه أكد أيضا "غياب أية شروحات مبسطة للموضوع عبر وسائل الإعلام لا سيما السمعية البصرية منها" وهي التي كانت سوف تساعده وأمثاله من غير العارفين بالموضوع، على امتلاك فكرة واضحة عما يتم التحضير له في مجال الجيل الثالث من خدمة الهاتف النقال وكذا الإضافات التي سوف يقدمها هذا المجال في الحياة العامة. ويقول حمزة بن محجوب، وهو عامل حر بالعاصمة يبلغ من العمر 22 سنة، إنه على علم بتاريخ الفاتح ديسمبر كموعد دخول الجيل الثالث من خدمة الهاتف النقال، حيز التجسيد مشيرا إلى كونه ينتظر مثل الآخرين "كيف ستكون عليه الخدمة؟" على اعتبار أن "الأنترنيت في بلادنا ليست جيدة حاليا وقد يكون الأمر هو نفسه بالنسبة للجيل الثالث من خدمة الهاتف النقال" وفق ذات المتحدث دائما الذي عبر عن تشاؤمه بخصوص نوعية الخدمة التي سيتم تقديمها في هذا المجال بالنظر إلى الوضع الحالي "للأنترنيت"، كما قال، في بلادنا.ونفس النبرة من التشاؤم ظهرت في حديث مواطن آخر من العاصمة، فضل عدم الكشف عن هويته، عندما قال إن "الخدمة المعروفة ب أ. دي . أس . أل.. ليست في المستوى حاليا ببلادنا، وبالتالي فإن الجيل الثالث من خدمة الهاتف النقال لن يكون هو الآخر في المستوى أيضا" قبل أن يضيف بقوله "السبب في ذلك يعود إلى احتكار "السيريست" لتوزيع الأنترنيت، حيث اعتبر أن الحل يكمن في "رفع هذا الاحتكار من خلال إنشاء شركات موزعة جديدة للأنترنيت إلى جانب السيريست"، وفق تعبير ذات المتحدث الذي أشار أيضا إلى كونه لا يضع أمالا كبيرة على الجيل الثالث من خدمة الهاتف النقال في بلادنا "للأسباب التي ذكرتها" ومختتما قوله بعبارة أنه "لا يمكن استخراج عشرة ليترات زيت من حبة زيتون واحدة". ويؤكد صاحب محل لبيع خدمات الهاتف النقال في العاصمة أن هناك نوعا من الحماسة لدى الناس بخصوص الجيل الثالث من خدمة الهاتف النقال والكثيرون منهم "على علم بأن الفاتح ديسمبر هو تاريخ انطلاق هذه الخدمة". ويؤكد ذات المصدر أن البعض "متردد" بشأن الإقبال على هذه الخدمة بالنظر إلى "الإشاعات التي مفادها أنها ستكون مرتفعة الثمن وفي حدود عشرة آلاف دينار للاشتراك الواحد". كما أشار ذات المتحدث إلى كون الزبائن الذين يتحدث إليهم يعتقدون أن "القدرة المتضمنة في تطبيقات هذه الخدمة سوف تكون محدودة في البداية على أمل أن تتنامى مع مرور الزمن"، مضيفا بأن البعض بدأ فعلا في شراء الهواتف الملائمة للحصول على الخدمة المرتقبة وهي الهواتف التي يتراوح ثمنها عنده، كما قال، من 17 ألف دينار بالنسبة لهاتف من نوع "سامسونغ" مثلا وإلى غاية 80 ألف دينار بالنسبة لهاتف من نوع "أيفون". وأكد ذات المتحدث أنه يتوقع إقبالا أكثر على هذا النوع من الهواتف مع دخول الخدمة حيز التجسيد، ابتداءا من الفاتح ديسمبر المقبل، لا سيما وأن أسعار هذه الأجهزة، كما قال، تعرف حاليا هبوطا في السوق.