شدني بقوة منظر الألوف المؤلفة من أنصار الفريق الوطني، القادمين من مختلف الولايات، وهم يتجمعون ويتدافعون، أمس السبت، للحصول على التذاكر ومشاهدة المباراة المرتقبة للفريق الوطني ضد نظيره البوركينابي بملعب "مصطفى تشاكر" في البليدة تحسبا للتأهل لنهائيات كأس العالم في البرازيل، وعلى قدر ما تأكدت من "هوس" الجزائريين بكرة القدم وبفريقهم الوطني الغالي لديهم، على قدر ما تمنيت أيضا ألا تتم الأمور بهذه الطريقة من التدافع و«الأثرة" من أجل الحصول على تذاكر تضمن "الفرجة" بعد غد الثلاثاء. أقول هذا الكلام بالنظر إلى كون التدافع، الذي حدث على مقربة من الشبابيك، أفضى وأفضت تبعاته فعلا إلى إصابات متفاوتة الخطورة بين الأنصار، وأخرى خفيفة في أوساط عونين من عناصر الشرطة بعد رشقهم بالحجارة، ومن غير المعقول أن يبدأ هؤلاء الأنصار إخراج حماستهم بهذا الشكل وليتركوا جلها ليوم المباراة، حيث سيكون لاعبو "الخضر" في أمس الحاجة إلى "شراستهم" في التشجيع والتصفيق والهتافات. ولا أريد أن أحمّل الأنصار وحدهم المسؤولية فيما حدث، والذين توكل إليهم مهمة بيع التذاكر في مثل هذه المواعيد الكروية الكبرى، عليهم أن يجدوا طرقا أحسن في التنظيم والتسويق في الاتجاه الذي يتم معه إنجاح العملية بكل سلاسة، وأقول هذا الكلام بالرغم من كوني أعلم أن حماسة كتلك التي يتمتع بها الأنصار الجزائريون قد لا تحتويها أية معادلة تنظيمية أو تسويقية، وإذا صدق ظني هذا، فمن الضروري، من الآن، العمل على اكتساب ثقافة جديدة لمشاهدة مقابلات كرة القدم، وهي المشاهدة التي لا ينبغي أن تمر بالضرورة عبر المدرجات.