يواصل أعضاء المجلس الأعلى للقبائل بأفغانستان (لويا جيرغا)، اجتماعهم المنعقد منذ يومين، وكان من المتوقع أن تكون جلسة أمس السبت، حاسمة فيما يتعلق بتأييد أو رفض مسودة الاتفاق الأمني طويل الأمد بين أفغانستانوالولاياتالمتحدةالأمريكية. وقال مصدر إعلامي أفغاني، إن 48 لجنة بالاجتماع من أصل خمسين أيدت بالفعل مسودة الاتفاق، لاسيما نقطة الاعتراض الأبرز فيها والمتمثلة بمنح حصانة لآلاف من جنود القوات المسلحة الأمريكية من المفترض بقاؤهم في تسع قواعد عسكرية لعدة سنوات مقبلة. وأوضح المصدر أن الرأي النهائي سيعلن عنه اليوم خلال الجلسة الختامية للاجتماع الذي يضم أكثر من 2800 من زعماء القبائل وممثلي الطوائف والعرقيات المختلفة. وأشار إلى أن موقف لويا جيرغا من الاتفاقية الأمنية غير ملزم للحكومة ولكن سيسمح لها بالحصول على تأييد شعبي في حال إقرار الاتفاقية التي ستحدد أحكام الوجود العسكري الأمريكي بأفغانستان بعد انتهاء المهمة القتالية لحلف شمال الأطلسي (ناتو) بنهاية العام القادم. وبعد أن أعلنت كابل أنها تريد التوقيع على الاتفاقية الأمنية بعد الانتخابات الرئاسية المتوقعة في أفريل القادم، طالبت واشنطن بالتوقيع قبل نهاية السنة، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني "قلنا منذ أمد بعيد أنه لا بد من الحصول على اتفاق أمني ثنائي هذا العام". واعتبر كارني أن عدم التوقيع على الاتفاقية في الموعد المطلوب سيجعل من المستحيل على الولاياتالمتحدة وحلفائها التخطيط لوجود في أفغانستان بعد 2014. بدورها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جين ساكي، إن تأخير توقيع الاتفاية لما بعد نهاية العام الحالي "لن يكون مقبولا"، واعتبرت أن التأخير سيعطي إشارة إلى أن أفغانستان مستعدة للمخاطرة بالمساعدة المالية والعملية التي تم تقديمها لها. وكان الرئيس الأفغاني حامد كرزاي قد قلل لدى افتتاحه اجتماع لويا جيرغا أول أمس، من التوقعات الأمريكية، وقال إن الاتفاقية الأمنية لن تصبح سارية المفعول إلا بعد الانتخابات الرئاسية في الخامس من أفريل المقبل، التي لن يستطيع الترشح فيها.