بلجيكا، روسيا وكوريا الجنوبية.. هي الفرق التي ستواجه المنتخب الوطني الجزائري في الدور الأول من نهائيات كأس العالم المرتقبة في البرازيل، وبقدر ما عاش الجزائريون على أعصابهم أثناء وقبيل جريان وقائع القرعة عبر شاشات التلفزيون، بقدر ما انفرجت أسارير الكثير منهم بعد أن اعتبروا أن المجموعة الثامنة التي يقع فيها الفريق الوطني هي مجموعة متكافئة وأنها ليست بالصعبة ولا بالسهلة على حد التعبير الذي استعمله أحد العارفين بكرة القدم في بلادنا. صحيح أن الفرق التي وقعت ضمن مجموعة الفريق الوطني لا يمثل ولو واحد منها دولة تشكل "قلب" كرة القدم في العالم على غرار ما تمثله البرازيل أو الأرجنتين أو إسبانيا، غير أنني شخصيا لا أعرف أية معايير يتم اعتمادها في إطلاق صفة المنتخب "الصعب" أو المنتخب "السهل" على هذا الفريق أو ذاك، ولذلك فأنا أفضل التحفظ وعدم الاسترسال في إطلاق هذه الأوصاف على الفرق على اعتبار أن كرة القدم ليست علوما دقيقة والسهل قد يصبح صعبا والعكس بالعكس صحيح بعد مرور فترة قدرها سنوات، أو أحيانا أشهر، في تجارب الفرق الكروية. أقول هذا الكلام حتى يتفادى لاعبو المنتخب الوطني وطواقمه أي استسهال للمنافسين الذين يتعين أخذهم بالجدية اللازمة، وما يتطلبه ذلك من تحضير، وفق ما يؤكده العارفون بكرة القدم أنفسهم كما أن استسهال المنافسين، من طرف الأنصار والمحللين، قد يشكل ضغوطا كبيرة على رفقاء "الماجيك" أنفسهم من باب مطالبتهم الملحة بالتأهل إلى ما بعد الدور الثاني دون مراعاة إمكانيات الفريق والمستوى التنافسي للاعبين، وهو التأهل الذي قد يكون ممكنا جدا إذا وضعنا اللاعبين في ظروف نفسية "أرحم" وتركناهم يلعبون كرة القدم ويستمتعون باللعب فوق أرضية الميدان.