يرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور أحمد لشهب، أن دوافع لويزة حنون لمجاراة السلطة هو الحفاظ على مكانتها كزعيمة لهذا الحزب الذي لم يقدم حسبه شيئا للجزائريين بدليل تدني المستوى المعيشي. يعتبر حزب العمال من بين الأحزاب السياسية التي تصنف نفسها في خانة الأحزاب المعارضة، ما تقييمكم لأداء لويزة حنون رئيسة هذا الحزب؟ عند الحديث عن تقييم أداء الحزب بصفة عامة من حيث الفعالية والجودة يمكن القول إنه من حيث المكتسبات والفوائد التي حققها هذا الحزب لمناضليه قد أثبت فعاليته وجودته، لكن بالمقابل لم يحقق شيئا على أرض الواقع. كما أنه لم يقدم أي إضافة للجزائريين بدليل أن المستوى الاجتماعي والمعيشي للجزائريين في تدنٍ مستمر في الوقت الذي يفترض فيه أن يدافع هذا الحزب عن الطبقة الكادحة في المجتمع وأن يقف بجانب العمال والطلبة والفئات الاجتماعية الهش. والسؤال المطروح اليوم أين هذا الحزب من المستوى المعيشي المتدني للجزائريين؟ وأنا لا يحق لي أن أتحدث عن شخص لويزة حنون زعيمة هذا الحزب وإنما لا يمكن أن ننكر بأن لها مكانتها السياسية كونها تتمتع بشخصية قيادية لها تاريخ نضالي وكانت من بين إطارات الحزب التي سجنت وهذا ما يشهد عليه تاريخ تشكيل هذا الحزب الشيوعي في الجزائر وأعتقد أنها تستحق التشجيع. ما هي قراءتكم للخطاب السياسي للسيدة حنون؟ يتضح جليا من خلال خطابات هذا الحزب أنه يجاري السلطة لأن خطابه أصبح لينا جدا وكأنه يؤيدها وبالتالي فهو ليس حزب معارضة وإنما يدعي الديموقراطية والتداول على السلطة، وفي حقيقة الأمر أصبح من بين الأحزاب التي تدور في فلكها ويسير مثل الأحزاب الأخرى المؤيدة لها لأنه ذاق طعم السلطة بسبب تواجده في البرلمان. تطالب رئيسة حزب العمال، لويزة حنون، بالتداول السلمي على السلطة لكنها تحتكر في الوقت ذاته منصب رئاسة هذا الحزب منذ سنوات، ما تفسيركم لذلك؟ هذه الملاحظة لا تنطبق على رئيسة حزب العمال لوحدها وإنما على كل الأحزاب التي تدعي الديمقراطية، وهذا هو الإشكال المطروح بالنسبة للأحزاب الشيوعية، عكس الافافاس والأرندي والأحزاب الاسلامية التي بدأت في الأونة الأخيرة تتحرر وتميل إلى تطبيق مبدأ التداول على السلطة، ولعلّ هذا ما يدفع لويزة حنون إلى أن تجاري السلطة وتدافع عن العهدة الرابعة حفاظا على مكانتها في الحزب. ولكن تقييم لويزة حنون من الجانب السيكولوجي نجد بأنها مناضلة وأصبح لها من الحنكة السياسية ما يؤهلها لتقلد مناصب سياسية هامة. هناك من يرى أن لويزة حنون تركز في خطاباتها على الحديث عن أعداء وهميين، ما تعليقكم على ذلك؟ خطاب الحزب مبني على أساس معاداة الامبريالية والرأسمالية وهذا خطاب تقليدي يستخدم للتأثر على الرأي العام، وهو يعادي أمريكا في بعض السياسيات الخارجية لكنه في بعض المواقف المتعلقة بالاقتصاد والتجارة الخارجية والشراكة لا يبدي معارضته للامبريالية وإنما يتعامل معها وهذا ما يعرف بالنفاق السياسي بالعودة إلى الوضع السياسي في الجزائر، ما هي مكانة هذا الحزب في الساحة السياسية؟ هل الخريطة السياسة في الجزائر تعكس صورة التحول الديموقراطي، نحن بحاجة إلى الاجابة على هذا التساؤل وأنا أرى بأن الأحزاب السياسية في الجزائر مثل الأحزاب في مصر لا تنطبق عليها المعايير سواء كان حزب الأفلان أو الأفافاس أو غيرهم من الأحزاب حتى حزب لويزة حنون من حيث السياسة المنتهجة لاسيما أنها تتغير تدريجيا لأن مواقف هذا الحزب بدأت تخرج عن الخط السياسي، ومع ذلك يبقى للحزب دور ومكانة. هناك العديد من المواقف التي اتخذها هذا الحزب تجاه العديد من القضايا على رأسها قضية التداول على السلطة لم تكن مشرّفة له لأنها مخالفة لمبدأ الديمقراطية، لكن هناك مواقف أخرى على غرار رفض بيع أملاك الدول للخواص لتظهر من خلالها بأنها معارضة للسلطة.