إحتضنت جمعية الجاحظية بمقرها الكائن بالجزائر العاصمة، أمس، أمسية شعرية أحياها كوكبة من الشعراء من الجيل الجديد على غرار سندس سالمي، نادية حمزي، عليان عبد اللطيف، عبد الرزاق بلحاج، وفريال حقي وكذا شعراء آخرين. واختلفت وجهات الشعراء في الطرح، فمنهم من تغنى بأجمل الأشعار في الحب والوطن والانتماء الحضاري لمدنهم، التي لا يزال جمالها التاريخي يتغنى به الشعراء، وعبروا بقصائدهم عن لغة الجمال بأحاسيس راقية امتزج فيها الصدق بالعفوية. إفتتحت الأمسية الشعرية برواق محمد خذة، الشاعرة نادية حمزي مؤدية لقصائد شعبية، استلهت أبياتها من التراث الجزائري العميق، حيث ألقت على مسامع الحضور قصيدتين شعريتين الأولى بعنوان "صراع بين العين والقلب" والأخرى بعنوان "نرضى بالمكتوب"، كما سافرت بالحضور إلى الزمن القديم أين كانت العفوية والصدق هما الركيزة الأساسية لبناء علاقات إنسانية ذات مستوى راقٍ، فالشاعرة رغم كلماتها البسيطة التي بنت عليها قصيدتها، غير أنها تمكنت من إيصال أحاسيسها ومصداقيتها إلى المتلقي الذي كان يتفاعل من حين إلى آخر بإلقائها. أما الشاعر عليان عبد اللطيف، فهو الآخر أبدع في طريقة إلقائه، مع قصيدتين هما "الصنم"، "ومن يستطيع" ألقاهما على طريقة الهيب هوب، حيث أشعر الحضور أنه يحاول إضافة لمسة خاصة على القصيدة العربية، ما جعلهم يتفاعلون مع كلماته حتى نهايتها. في حين الشاعرة سندس سالمي صاحبة الصوت الجهوري والشاعري الدافئ هي الأخرى أتقنت بشكل جدي لعبة الشعر، حيث فضلت خلق طريقة خاصة بها للغوص إلى قلوب المستمعين ولكن دون استئذان.