اندلعت اشتباكات بين قوات الأمن المصرية ومتظاهرين مناوئين للحكومة في أنحاء متفرقة بالبلاد خرجوا في مسيرات بمناسبة الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس الأسبق، حسني مبارك. وبحلول منتصف يوم أمس، أسفرت المواجهات عن مقتل أربعة أشخاص، حسب ما جاء في بيان لوزارة الصحة. وأوضح البيان أن اثنين قتلا في المنيا، فيما قتل اثنان آخران أحدهما في القاهرة والآخر في الجيزة. كما أصيب 15 شخصا في الجيزة والإسكندرية والفيوم والإسماعيلية والمنيا. وقد أطلقت قوات الأمن المصرية الغاز المسيل للدموع لتفريق جموع المتظاهرين في القاهرة. وذكرت التقارير، أن المحتجين يشملون ناشطين علمانيين وإسلاميين مؤيدين للرئيس المصري، محمد مرسي، الذي عزله الجيش في 3 جويلية الماضي إثر مظاهرات ضخمة ضد سياساته. وقد وقعت الاشتباكات بين قوات الأمن ومسيرة يشارك فيها أعضاء حركة شباب 6 أبريل وجبهة ثوار في ميدان مصطفى محمود بالجيزة. وسادت حالة من الكر والفر في المنطقة. ويقول مراسل "بي بي سي"، إن مسيرة نظمتها جبهة طريق الثورة "ثوار" في ميدان مصطفى محمود اشتبكت مع عدد من مؤيدي الإخوان الذين أرادوا الانضمام إلى المسيرة. وهناك أنباء عن سماع دوي الرصاص الحي والخرطوش وسط هتافات مناهضة للحكومة ومطالبة ب«إسقاط الانقلاب العسكري". كما استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لفض مسيرة مناوئة للحكومة أمام دار القضاء العالي بوسط القاهرة. وكان أنصار الحكومة الحالية توافدوا على ميدان التحرير لإحياء للذكرى. وامتدت الاشتباكات إلى منطقة السويس شرقي البلاد، حيث استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين. وفي المنيا، ألقت قوات الأمن القبض على 14 شخصا ممن قالت إنهم أنصار لجماعة الإخوان المسلمين، وذلك أثناء تنظيم مسيرة. وحلقت مروحيات تابعة لسلاح الجو المصري بشكل مكثف فوق الأماكن التي تشهد الاحتفال بالذكرى، وقامت بإلقاء الأعلام المصرية وبطاقات التهنئة على المحتشدين. وأغلقت مديريات الأمن المصرية محيط الأقسام الشرطية بالقاهرةوالجيزة وشددت من إجراءاتها الأمنية في الشوارع المؤدية إليها. وأبعدت قوات الأمن السيارات من محيط هذه الأقسام كإجراء احتياطي بعد تفجيرات الجمعة. وصرح وزير الداخلية، محمد إبراهيم، بأنه دعم أقسام الشرطة بالأسلحة الثقيلة. كما نشرت الوزارة عناصر التدخل السريع تحسبا لأي اعتداء قد يطال أقسام الشرطة أو السجون. ونفت وزارة الداخلية ما تردد بشأن العثور على قنبلة بميدان التحرير وإخلائه من المواطنين، مضيفة أن الأجهزة الأمنية توفر الحماية والتأمين لفعاليات الاحتفال. ومن جهة أخرى، وردت أنباء عن سقوط طائرة جنوبي مدينة الشيخ زويد في شمال سيناء. ولم ترد تفاصيل عن أسباب سقوطها أو مصير طاقمها، وتجري السلطات المصرية تحقيقات لتحديد ملابسات الحادث. وفي السياق، أعلنت جماعة "أنصار بيت المقدس" المرتبطة بتنظيم القاعدة في مصر مسؤوليتها عن جميع التفجيرات التي وقعت الجمعة في القاهرةوالجيزة، وأدت إلى مقتل 6 أشخاص عشية الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، حسب موقع سايت المتخصص في مراقبة مواقع الجماعات الإسلامية المتشددة. وأوضحت الجماعة التي تتخذ من سيناء مقرا لها مسؤوليتها عن استهداف مديرية أمن القاهرة بسيارة مفخخة تم التحكم فيها عن بعد، واستهداف قوة أمنية أمام محطة مترو البحوث، وكذلك استهداف دورية أمنية أمام قسم الطالبية بأربع قنابل يدوية، وسينما رادوبيس بالهرم. وطلبت الجماعة في بيانها من المسلمين الابتعاد عن مباني الشرطة. وكان حساب على تويتر منسوبا للجماعة قد بث تغريدة الجمعة يعلن مسؤوليتها عن تفجير مديرية أمن القاهرة. ونفت الجماعة في بيانها أن يكون لها أي حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تويتر، كما نفت تواصلها مع أي من الصحفيين أو الإعلاميين، موضحة أنها تتعرض للتشويه بنسب بيانات إليها لا تخصها. وقالت مصادر أمنية مصرية، إن قنبلة انفجرت بالقرب من معهد مندوبي الشرطة بمنطقة عين شمس الواقعة شرقي القاهرة لكن لم يصب أحد، حسب وزارة الداخلية.