جماعة الإخوان تدين التفجيرات وتواصل "التحدي" بالتظاهر تشهد القاهرة وضعا أمنيا غير مطمئن قبيل ساعات من بدء فعاليات إحياء الذكرى السنوية الثالثة للثورة المصرية اليوم السبت، حيث تزداد الأعمال الإرهابية ويتواصل استهداف المنشآت الحيوية والشرطية من قبل مجموعات مجهولة أسفرت عن سقوط المزيد من القتلى والجرحى، لتعلن مصر حالة الاستنفار القصوى في جميع محافظاتها، في محاولة لاستتباب الأمن ومواصلة القبض على العناصر الإجرامية التي تعيث في البلد فسادا. اخترقت ثلاثة تفجيرات هدوء القاهرة التي تستعد ميادينها لاستقبال المواطنين لإحياء ذكرى ثورة 25 جانفي، التفجيرات أسفرت عن سقوط 5 قتلى على الأقل وعشرات الجرحى، حيث تم استهداف مبنى مديرية أمن القاهرة وهو أكبر مركز أمني في العاصمة المصرية، وتسبب التفجير الذي تبنته جماعة أنصار بيت المقدس في تدمير أربعة طوابق في المبنى وإحداث أضرار في المباني المجاورة، وكشفت الأجهزة الأمنية عن أن التفجير تم باستخدام سيارة مفخخة. وعلى بعد بضعة كيلومترات عن مبنى مديرية القاهرة، تم تفجير محطة مترو البحوث، وكذا مركز شرطة بحي الطالبية بمحافظة الجيزة، وقال وزير الداخلية المصري إن هذه التفجيرات تهدف لبث الرعب في قلوب المصريين لأجل ألا ينزلوا للاحتفال بذكرى ثورتهم، وجدد الدعوة لجموع الشعب المصري للنزول بالملايين والاحتشاد بمختلف الميادين والشوارع الرئيسية، وتعهد بتوفير الأمن والسلامة لهم. تقارير أمنية تتحدث عن مخططات إرهابية بهدف إسقاط النظام وكانت الداخلية المصرية قد أكدت أن هناك تقارير أمنية تفيد بأن هناك مخططات إرهابية تريد إفساد الاحتفالات بذكرى الثورة، بصنع المزيد من التوترات بهدف إسقاط النظام وعودة حكم الإخوان مرة أخرى وتكرار سيناريو يوم 28 جانفي المعروف باسم ”جمعة الغضب”، وكسر جهاز الشرطة عبر مهاجمة المراكز الشرطية وإحراق سيارات ومدرعات واقتحام السجون. الخوف يسيطر على الشارع المصري تسود الشارع المصري حالة من الترقب والقلق من جراء الأعمال الإرهابية التي طبعت المشهد العام عشية الاحتفالات بذكرى ثورة جانفي، وسقوط قتلى ومصابين جدد، وهرعت العديد من المحلات التجارية لإعلان اليوم يوم عطلة تحسبا لأي محاولة اعتداء أو اقتحام، وانقسم الشارع بين داع للمشاركة في إحياء ذكرى الثورة لمواجهة إعصار الإرهاب الذي يهدد أمن واستقرار الوطن، وضرورة التزام المواطنين بالبقاء في بيوتهم، على اعتبار أن اليوم عطلة رسمية، حقنا للدماء، وفريق آخر طالب المحتفلين بذكرى الثورة بمنع أية محاولة لاندساس أعضاء جماعة الإخوان بينهم، وتختلف أشكال التظاهر وإحياء الذكرى الثالثة للثورة المصرية، فريق يحتفل بها بوصفها ثورة نجحت في التغيير، والبعض الآخر يرى أن يحولها لمأتم ويبني لها في ميدان التحرير وسط القاهرة حائط مبكى لأنها فشلت، وفريق ثالث يرى أنها تعثرت وتتطلب مزيدا من الجهد الثوري، وآخر كفر بالتغيير وقطع بأنها سرقت واعتزلها واعتزلته، ليبقى هاجس الخوف والقلق يخيم على نفوس المصريين، وهم ينتظرون ما ستحمله الساعات القليلة المقبلة. وفي إطار الاستعدادات لتأمين الذكرى الثالثة للثورة المصرية والفعاليات التي ستصاحبها، أعلنت وزارة الصحة والسكان عن إعداد خطة طوارئ شاملة لتأمين الاحتفال بذكرى الثورة، من خلال رفع درجة الاستعداد القصوى بالمستشفيات وهيئة الإسعاف، ودفع 2500 سيارة إسعاف موزعة عبر جميع المحافظات المصرية ومتمركزة أمام الميادين الرئيسية. اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن وفي الأثناء، يواصل تحالف دعم الشرعية المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي تحركاته الميدانية، حيث خرجوا في مسيرات عبر مختلف المحافظات المصرية، رافعين شعار التحدي والمطالبة بإسقاط حكم العسكر، وإنهاء الانقلاب العسكري مغتصب الشرعية، ورفع المتظاهرون بالجيزة ودمياط وبني سويف والإسكندريةوالقاهرة، شعار ”جمعة التحدي الثوري”، رافعين صور مرسي وشعارات رابعة العدوية، ومصممين على التواجد في الشارع والتظاهر لحين عودة الشرعية الثورية والرئيس المنتخب. وواجهت عناصر الشرطة هذه المظاهرات بوابل من قنابل الغاز المسيلة للدموع التي أطلقتها لتفرقتهم، وتصاعدت الاشتباكات في مناطق متعددة بمحافظة الإسكندرية، حيث فرقت الأجهزة الأمنية ثلاث مسيرات للمئات من أعضاء الجماعة، وألقت القبض على العشرات من المشاركين فيها، وتحولت جنازة الطالب عمرو خلاف الذي لقي مصرعه أول أمس على خلفية اشتباكات بالمجمع النظري بالإسكندرية، لتظاهرة شعبية، بعدما هتف العشرات من أنصار تحالف دعم الشرعية أثناء تشييع الجنازة بسقوط حكم العسكر، الأمر الذي أثار غضب أهالي المنطقة، ونشبت بينهم مواجهات عنيفة. وأدانت جماعة الإخوان المسلمين أعمال العنف والتفجيرات التي شهدتها مختلف المدن المصرية، وحذرت في بيان لها من اتخاذ هذه الأعمال ذريعة للبطش بالثوار في ذكرى الثورة. مساعد أول وزير الداخلية السابق: مصر تواجه حربا مع الإرهاب وفي السياق، قال الخبير الأمني اللواء مجدي البسيوني مساعد أول وزير الداخلية السابق إنه ”ليس من السهل القضاء على الجماعات الإرهابية”، مضيفا أن ”سياسة التفجير لا يقصد بها المنشآت الأمنية فقط وهي ليست بمعزل عن استهداف المدنيين أيضا، مثلما حصل في مديريتي أمن القاهرة والدقهلية المتواجدتين بشوارع حيوية، ويبدو أن مرتكب الجرائم الإرهابية لا يعبأ إن كان الضحية عسكريا أو مدنيا، ولو كان حريص على سلامة المواطنين لاصطاد شخصا بعينه بسلاح قناصة لا بعشوائية”.