يرى الوزير والدبلوماسي الأسبق عبد العزيز رحابي، أنه لا يمكن القول إن المعارضة من خلال اتجاهها إلى مقاطعة الرئاسيات، هي في حالة إفلاس، حيث يبرر رحابي، في هذا الحوار، مقاربته هذه بكون المعارضة لا تملك الفضاءات الكافية وأن المحيط الذي تعمل فيه يبقى محيطا صعبا. كما يؤكد رحابي أن وجود الأزمة السياسية الحالية من خلال بروز اتجاه مقاطعة الرئاسيات من جانب المعارضة هو أمر يعود في جانب منه إلى الشك وعدم الثقة في الانتخابات المقبلة بفعل تواتر مسألة ترشح بوتفليقة. كل لديه أسبابه، هناك من يقاطع بسبب مسألة الضمانات، وإذا قارنا هذه الانتخابات بتلك التي جرى تنظيمها في 1999، نقول إن هناك مشكلا، خلال رئاسيات 99 كانت هناك مطالب للمعارضة بأن يكون بعض الوزراء غير متحزبين ولذلك فإن ما تطالب به المعارضة الآن ليس جديدا. قد تكون هذه الأحزاب لديها تداعيات داخلية بسبب عدم وجود مرشح توافقي أو ما يعرف بمرشح إجماع. هناك من يشك في إمكانياته. كما أن هناك أمر ينبغي تأكيده وهو أن أهمية المشاركة في رئاسيات 2014 هي في نفس أهمية المشاركة في انتخابات 1995 أيام حكم الرئيس زروال، حيث أن أيام زروال كانت هناك ظروف أمنية معينة والانتخابات في ذلك الوقت ساهمت في الخروج من الأزمة، في حين أن الانتخابات المرتقبة تسمح بالخروج من دائرة الشرعية الثورية إلى شرعية الصندوق وهذه الانتخابات مهمة لتواصل الأجيال وأنا أسف بأن لا يتم المشاركة فيها. أعتقد أن التوافق والإجماع يكون حول البرامج وحتى إن التقى أشخاص من اتجاهات سياسية وإيديولوجية مختلفة يكون التوافق حول أمور تتعلق بالبرنامج، غير أن الثقافة السياسية السائدة عندنا مبنية حول الشخص، في حين أنه يفترض أن تكون مبنية حول البرنامج، كما أني أؤكد أنه إذا رأت الأحزاب أن مرشحا ما تتوفر فيه المواصفات اللازمة تجتمع في شخص فمن الطبيعي أن يرشحوه ضمن ما يُعرف بالمرشح التوافقي. إن المقاطعة في حد ذاتها مشكل وهي تعني وجود أزمة سياسية. كما أن عدم الثقة في الاستحقاق الرئاسي يعود إلى مسألة العهدة الرابعة وهناك شك بالنظر إلى وجود مسألة المرشح بوتفليقة وهذا هو سبب الأزمة السياسية القائمة. لا أستطيع القول إن هناك إفلاسا من جانب المعارضة التي لا تملك فضاءات كافية وأمورها ليست بخير من ناحية وجود محيط صعب لا يساعدها على العمل السياسي.