شيعت جنازة الضحية الثالثة التي سقطت في أحداث ولاية غرداية، الأخيرة، الطالب الجامعي بابا وسماعيل عز الدين، صبيحة أمس الجمعة، بمقبرة الشيخ بابا السعد بغرداية. فيما عثر على جثة أخرى تم التعرف على صاحبها بصعوبة بسبب التشوهات التي طالت وجه الضحية، حسب شهود عيان. عرفت ولاية غرداية، أمس، هدوءا نسبيا وسط حالة من الترقب والخوف الذي ما يزال يسيطر على غالبية السكان جراء الاشتباكات التي تعرفها الولاية منذ أزيد من شهرين، وحسب ما أكده شهود عيان، ل "الجزائر نيوز"، تم تشييع جنازة الطالب الجامعي بابا وسماعيل عز الدين، صبيحة أمس، وسط حزن كبير بين السكان. كما تم التعرف على الضحية الرابعة، الذي عثر على جثته، أول أمس الخميس، بحي بن سمارة، حسب ما أكدته "واج" نقلا عن مصدر أمني، قال إنه تم نقل الجثة التي تعود إلى شخص في الثلاثينيات من العمر وغير محدد الهوية إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى غرداية، وفي هذا الصدد كشف مصدر مطلع بغرداية ل "الجزائر نيوز" أنها تعود إلى الشاب المدعو "بهدي بشير بن عيسى" (35 سنة وأب لطفلين)، وحسب المصدر نفسه، فقد وجدت الجثة بحي بابا والجمة الذي يشهد مشادات عنيفة، منذ منتصف الأسبوع الماضي، مضيفا أنه استعصى تحديد هوية الضحية والتعرف عليه بسرعة بسبب التشوهات التي لحقت بوجهه، وبهذا يقول مصدرنا، يرتفع عدد الضحايا إلى أربعة في أحداث غرداية الأخيرة، وخمسة بإضافة الضحية الأولى لأحداث نوفمبر الماضي بدائرة القرارة. هذا وأكد وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية، الطيب بلعيز، أول أمس الخميس، بغرداية، على أن "الدولة عازمة على تطبيق قوانين الجمهورية بكل صرامة ضد من يمس بأمن شخص أو ممتلكاته"، مضيفا عقب اللقاء الذي جمعه بالسلطات الولائية والمنتخبين بالولاية ذاتها، أن "القانون سيطبق من أجل استعادة النظام في إطار الاحترام الصارم لقوانين الجمهورية"، وهو تلميح إلى الاحتكام إلى نصوص القوانين كحل بعدما فشل أسلوب اللجوء إلى التوفيق السلس المبني على دور الأعيان الذي كانت السلطة تعتمد عليه في كل مرة تحدث فيها مناوشات بغرداية لفسح المجال للأعراف لرأب الصدع، حيث يقول بلعيز "الدولة ستتصرف بصرامة وبإنصاف وفقا لقرارات العدالة ضد الأشرار ومثيري الشغب". "مركز عملياتي" مشترك بين الدرك والأمن الوطنيين بغرداية هذا وأعلن وزير الداخلية والجماعات المحلية، الذي رافقه في زيارته إلى ولاية غرداية، اللواء عبد الغني هامل المدير العام للأمن الوطني واللواء أحمد بوسطيلة قائد الدرك الوطني، عن إنشاء "مركز عملياتي" للأمن يسير بالاشتراك بين الدرك والأمن الوطنيين بالولاية، وذلك بهدف استتباب الأمن ووضع حد للاشتباكات المتكررة التي تعرفها الولاية، لإرساء النظام والهدوء بصفة نهائية، حيث أكد بلعيز أن "كل الشوارع والأحياء ببلديات ولاية غرداية ستكون مؤمنة"، مع الحرص على مكافحة كل أشكال التحريض على العنف وكل الظواهر التي من شأنها أن تمس بالأمن وبالمواطن وممتلكاته. يذكر أن الأحداث التي شهدتها ولاية غرداية، خلفت 5 قتلى منذ شهر نوفمبر الماضي، أربع منهم في الأحداث الأخيرة، وإصابة 33 شخصا بجروح، من بينهم 8 وضعوا تحت العناية الطبية بقسم الاستعجالات بمستشفى "إبراهيم تيرشين" بغرداية. كما تعرض نحو ثلاثين محلا تجاريا وسكنيا لأعمال الحرق منذ ليلة الثلاثاء الماضي بعدد من أحياء المدينة التي انتشرت بها قوات مكافحة الشغب واستعملت القنابل المسيلة للدموع لوقف أعمال العنف، حسب مصالح الولاية.