لن تصدقوا الضحك الهستيري الذي دخلت فيه، أمس، وأنا أسمع تصريحات السيد رئيس ديوان وزير التربية، على القناة الإذاعية الأولى، يؤكد أن "إضراب الأساتذة سيجبر التلاميذ على التوجه نحو الدروس الخصوصية وهذا ما سيتسبب في أتعاب نفسيتهم"! ولا أعرف إن كان السيد "هدواس" على علم بأن الدروس الخصوصية أصبحت منذ انطلاق الإصلاحات التربوية إجبارية كإجبارية التعليم وأن اقتطاع قيمتها من راتب الجزائري بات كإجبارية اقتطاع الضرائب التي يفهمها والتي لا يفهمها، وهي منذ زمن بن بوزيد -أي قبل أن يصبح هو رئيس للديوان وبابا أحمد رئيساً على القطاع- تتعب نفسية التلاميذ وأولياء التلاميذ، لذلك نقول له ولكل الجهاز التنفيذي، أن يختاروا وسيلة أخرى أرقى وأكثر احتراما في التعامل مع الأساتذة الذين يمارسون حقهم الدستوري في الإضراب، الذين تمسكوا به أكثر بعد التصريحات والتهديدات التي أطلقتها وزارة التربية بفصلهم، تحت شعار "التصدي للإهانة والتركيع"، وهذا دليل تام على وعي هذه الفئة التي تنتج الرأسمال الرمزي للبلاد بقوانين الجمهورية الجزائرية لذلك لا داعي لابتزازها بمصلحة التلاميذ ولا لاستفزازها بالتهديد بالفصل، وإنما احترامها كشريك حقيقي والاستماع إلى انشغالاتها بأسلوب حضاري الغاية منه خلق الحلول لا افتعال المشاكل والتركيع، خصوصا وأن الظرف الراهن لا يحتمل مزايدات ومضايقات من شأنها أن تخفي مآرب وضيعة.