قال إن ذلك بطلب ملح من المجتمع المدني: سلال يعلن ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة أنهى الوزير الأول عبد المالك سلال، أمس، من وهران، مسلسل التوقعات الطويل الذي تشهده الساحة السياسية منذ مدة حول ترشح رئيس الجمهورية لعهدة رابعة من عدمه، بإعلانه نية المترشح عبد العزيز بوتفليقة في خوض غمار رئاسيات 17 أفريل المقبل. صرح الوزير الأول، عبد المالك سلال، خلال ندوة صحفية على هامش افتتاح الندوة الإفريقية حول الاقتصاد الأخضر، أمس، بوهران، أنه "بطلب ملح من ممثلي المجتمع المدني خلال زياراتي ل 46 ولاية، أعلن لكم اليوم وبصفة رسمية عن ترشح رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لرئاسيات 17 أفريل المقبل"، مؤكدا أن "الرئيس بوتفليقة في صحة جيدة ويتمتع بكل طاقاته الفكرية والرؤية اللازمة لتولي هذه المسؤولية"، لافتا إلى أن "الرئيس بوتفليقة أعطى كل ما لديه للجزائر وسيواصل"، مشيرا إلى "ضرورة الأخذ بعين الاعتبار قبل كل شيء مصالح البلاد واستقرارها وتنميتها". وفيما يتعلق بالحملة الانتخابية التي يتساءل الكثيرون عن كيفية قيام الرئيس بها في ظل وضعه الصحي، ذكر الوزير الأول أن "الرئيس ليس ملزما بفعل كل شيء، وأن أعضاء لجان المساندة يمكنهم التكفل بالعملية"، مشددا على أن الانتخابات الرئاسية المقبلة ستجرى "في شفافية تامة"، محذرا من كل محاولة تزوير، بقوله "القانون سيعاقب المزورين". وأكدت مصالح رئاسة الجمهورية، أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، ترشح للانتخابات الرئاسية ل 17 أفريل 2014، بكشفها أمس، أن الرئيس (1937) "قد أودع رسالة النية لدى وزارة الداخلية والجماعات المحلية وسحب استمارات اكتتاب التوقيعات الفردية للمترشحين للانتخابات الرئاسية المقررة 17 أفريل المقبل، وهي بذلك ستكون المرة الرابعة التي يدخل فيها سباق الانتخابات الرئاسية، التي خاضها ثلاث مرات متتالية بداية سنة 1999 و2004 و2009، وكان دائما الفائز بها. هذا وعرفت الساحة السياسية، أمس، ردود أفعال مختلفة، ركز أغلبها الحديث عن انطلاق التجاوزات والتحيز، فبعد ساعات قليلة -حسب مراقبين- عن التعليمة التي أصدرها الرئيس بخصوص مصداقية وحيادية الإدارة في الانتخابات الرئاسية، ها هو أول من يخرق التعليمة، بخروج الوزير الأول ليعلن عن ترشحه، وهذا ما وصفته أغلب المعارضة ب "الخرق" و"التحيز العلني"، وإلا كيف ينوب رئيس الهيئة التنفيذية التي تتم كل الأمور التنظيمية والرقابية للانتخابات تحت سلطتها، عن مرشح في الإعلان عن نية الترشح. كما تلقت عدة شخصيات سياسية تصريحات سلال من وهران، أمس، بقلق كبير خصوصا وأنه ربط ترشح الرئيس بزياراته الميدانية لمختلف ولايات الوطن، مؤكدا أنه تم "بطلب ملح من ممثلي المجتمع المدني خلال زياراتي ل 46 ولاية"، وهو ما وصفه أحد رؤساء الأحزاب بالحملة الانتخابية المبكرة. يذكر أن موقع "كل شيء عن الجزائر"، نقل أمس، عن مصادر متطابقة، أن الوزير الأول سيدير الحملة الانتخابية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة داخل الجزائر، كما سبق له ذلك خلال رئاسيات 2004 و2009، ومن المقرر أن يتقدم باستقالته خلال الأيام القليلة المقبلة من منصبه، مضيفا أن وزير الصناعة عمارة بن يونس سيدير حملة ترشح الرئيس في الخارج، فيما توقع أن يغادر سلال وبن يونس منصبيهما بالحكومة في 12 مارس القادم.