تميزت الأفلام المرشحة لجوائز الأوسكار، التي تنظم مساء اليوم في لوس أنجلوس هذا العام، باتخاذها اتجاه الإنتاج البديل مقارنة بضخامة الإنتاج في السنوات السابقة، فالكثير من الأفلام المرشحة تعتبر مستقلة بمقياس هوليود، وتتنافس 9 أفلام، على لقب أحسن فيلم: "ذئب وول ستريت"، و"نبراسكا"، و"كابتن فيليبس"، و"دالاس بايرز كلوب"، و"فيلومينا"، و"هير" و"جرافيتى" و"الكفاح الأميركي" و"12 عاماً من العبودية"، وهو فيلم تاريخي بريطاني-أميركي وسيرة ذاتية لسليمان نورثوب، وهو أميركي من أصول إفريقية، تم اختطافه في واشنطن سنة 1841 ليباع بعدها كعبد. وفى فئة أفضل فيلم أجنبي، يواجه الفيلم الفلسطيني "عمر" منافسة شرسة مع الفيلم الدنماركي "الصيد" والفيلم الإيطالي "الجمال العظيم" الحائز على جائزة "جولدن جلوب". وهي المرة الأولى التي تكون فيها المشاركة العربية في سباق أوسكار ممثلة بهذا العدد، ثلاثة أفلام في ثلاث فئات وتأتي من خلال رصدها التحولات والثورات التي حركت المنطقة العربية خلال السنوات السابقة، ومن رغبة العالم بمتابعة ورصد عبر الصور ما يحصل في المنطقة .. والأفلام المشاركة هي (عمر) للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد و(الميدان) للمصرية الأميركية جيهان نجيم و(ليس للكرامة جدران) لليمنية سارة إسحق. وتسلط الأفلام الضوء على الأحداث في الشرق الأوسط من خلال وجهات النظر التي لا تغطيها وسائل الإعلام الأميركية. ويحكي "عمر" عن الحياة في ظل الإحتلال الإسرائيلي، ويوضح كيف تأثرت الصداقات والأسرة وسبل العيش بسبب قيود الإحتلال كما يصور كيف تتآكل علاقاته مع أصدقائه بسبب الشعور بالخوف من العيش دون حرية. أما "الميدان" (95 دقيقة)، فمن إسمه يشرح أحداث الثورة المصرية من خلال عيون العديد من المتظاهرين لمدة ثلاث سنوات في أعقاب الإحتجاجات الأولية، فيلم "الميدان" الذي لم يعرض في الصالات المصرية لأسباب سياسية، وفق محللين، ولكن جيهان قالت إنه لم يصدر قرار رسمي بمنع الفيلم مشيرة إلى أن الامور معقدة في مصر وتحتاج إلى كثير من الوقت، وأعربت جيهان عن سعادتها بأن الفيلم ترجم للغات عدة منها الصينية والإسبانية وشوهد من قبل الكثيريين بعد تحميله على الإنترنت، كما دعت السلطات المصرية إلى الإسراع بمنح الفيلم ترخيصا للعرض لأن ذلك يعبر عن حرية التعبير التي يريدها الشعب المصري. فيما يوثق فيلم "ليس للكرامة جدران أحداث" "جمعة الكرامة" في العاصمة صنعاء التي وقعت في منتصف آذار/ مارس 2011، وأدت إلى سقوط ضحايا في صفوف عشرات الشباب اليمني المناهض لنظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح 2011. الحضور العربي، يأتي أيضا في مسابقة أوسكار أحسن ممثل في دور ثان بترشيح الصومالي "برخد عبدي" الذي شارك في فيلم "كابتن فيليبس" مع الممثل الشهير توم هانكس، أثبت برخد موهبة في دوره السينمائي الأول نافس به كبار الممثلين.. ورغم النظرة الواقعية للنقاد تجاه هذه الأفلام، فالإعتراف بقوتها في الشكل والمضمون أمر كان واضحا في المراجعات النقدية العربية والأجنبية لها أيضا، وأن فوز هذه الأفلام بإحدى جوائز أوسكار مهم للغاية، وهو فرصة، لتأخذ فرص لتوزيعها في صالات العرض العالمية والعربية أيضا. قال السيناريست "سيد فؤاد"، رئيس مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية: إن دورة المهرجان لهذا العام ستجعل الفيلم المصري يدخل إلى السينما الإفريقية بقوة من خلال التبادل السينمائي، ويتم التنسيق لكيفية إعادة توزيع الفيلم المصري إلى إفريقيا، وهذا سيكون له بعد ثقافي واقتصادي وسياسي هام. وأضاف سيد فؤاد، أن ترتيبات المهرجان تجري على قدم وساق من خلال دعم هيئة تنشيط السياحة.. موضحا أن تجهيزات حفل الإفتتاح سيقوم بتنفيذها المخرج عمر زهران رئيس قناة نايل سينما وهو يقوم حاليا بعمل البروفات والمعاينات، كما سيقوم التليفزيون المصري بنقل كل الفعاليات على الهواء مباشرة، وأضاف فؤاد، أن المهرجان يضم عناصر خبرة كبيرة من إفريقيا مثل مايلي جريما وفلورا جوميز وأحمد رشدي من الجزائر وطارق التلمساني من مصر، ويوجد أفلام نهديها لروح المخرج الراحل محمد رمضان. وحول اختيار الزعيم الراحل نيلسون مانديلا كشعار للمهرجان، قال سيد فؤاد إن هذا الإختيار كان قد تم قبل وفاة مانديلا حيث نرى أنه أيقونة ورمز الوفاء للوطن والهموم الوطنية الإفريقية، وسوف يتم إهداء القسم الخاص لأفلام التحرر الوطني إلي روحه. وأضاف فؤاد، أن المهرجان سيحضر فيه النجم الهوليودي الأسمر العريق الفنان الأمريكي داني بلوفر بطل فيلم الإفتتاح "جمهورية الأطفال" وهو فيلم من أروع الأفلام الإفريقية من إخراج فلورا جوميز الحاصل على العديد من الجوائز العالمية بالإضافة إلى تكريم نجمنا الكبير محمود عبد العزيز، وأشار فؤاد إلي أن مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية سيكون ضمن فعالياته ورشة المخرج العالمي "هايلي جريمه" وهو مخرج من أهم مخرجي العالم، وأن عدد الأفلام المشاركة لهذا العام التي أعلن عنها هي 89 فيلما، بالإضافة إلى وجود ما يعادل 70 فيلما آخرا، سواء بانوراما الفيلم المستقل للشباب أو التحرر الوطني، وعدد الشخصيات العامة التي ستحضر تجاوزت 140 ضيفا وهم يشكلون عقول ووجدان القارة الإفريقية. فاز فيلم «12 عاما من العبودية» للمخرج ستيف مكوين، بنصيب الأسد في حفل توزيع جوائز سبيريت للسينما المستقلة في كاليفورنيا، السبت، حيث حصل على خمس جوائز قبل يوم من حفل توزيع جوائز الأكاديمية الأمريكية للعلوم والفنون السينمائية «الأوسكار». وحصل الفيلم، على جائزة أفضل فيلم، كما فاز مخرج الفيلم "مكوين" بجائزة أفضل مخرج، وفازت "لوبيتا نيونغو" بجائزة أفضل ممثلة مساعدة، بالإضافة إلى جائزة أفضل سيناريو والتي ذهبت إلى "جون ريدلي"، وجائزة أفضل تصوير والتي فاز بها "شون بابيت". ويدور الفيلم حول الرق في فترة ما قبل الحرب الأهلية الأميركية، وهو مقتبس من قصة واقعية لرجل يتم الإيقاع به وبيعه للعمل في مزارع بولاية لويزيانا الأميركية، وفازت "كيت بلانشيت" بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «بلو جاسمين Blue Jasmine"، وتقوم بلانشيت، بدور جاسمين التي اعتادت حياة الترف في نيويورك ثم تدهورت بها الأحوال فانتقلت إلى الإقامة مع شقيقتها في سان فرانسيسكو لتعيش حياة صعبة. في فيلمه التسجيلي الطويل، يعود البريطاني شون ماكليستر، ويقدم أول فيلم في العالم عن الثورة في اليمن، التي بدأت 31 يناير أثناء ثورة مصر، حيث ذهب إلى هناك في مارس وصوّر الفيلم، كما يقول في تعليقه على شريط الصوت، وقد ذهب بعد ذلك إلى سوريا. ومثل أغلب الأفلام التسجيلية الحديثة، لم تعد الأفلام السياسية منها تسرد وتحلل الوقائع، وإنما تعبر عنها من خلال شخصيات تقوم ب«تمثيل" دورها أمام الكاميرا، ولكنها شخصيات حقيقية، بل مع وجود شخصية محورية كما في الأفلام الروائية، والشخصية المحورية هنا الشاب اليمني قيس "35 سنة" الذي يعمل كمرشد سياحي، وهو يرافق المخرج طوال الفيلم، ويحميه عندما تكتشف السلطات أمره، ويصيران صديقين، ويشكو له "قيس" من خلافات مع زوجته. ويتميز الفيلم، بالقوة الدرامية، حيث يتحول موقف البطل من الإنزعاج من الثورة إلى تأييدها والإشتراك فيها مع شقيقه "عبد الرحمن"، وكانت نقطة التحول "جمعة الكرامة" التي استشهد فيها 52 فرداً من المتظاهرين السلميين . حفرت إليان الراهب، في فيلمها عميقا في الذاكرة الجماعية اللبنانية، واسترجعت أحداثا يحاول اللبنانيون نسيانها، 15 سنة من تدمير ممنهج لكل ما يمت للحياة بصلة، تركت آثارها ثقيلة على نفوس اللبنانيين.. يعالج الفيلم قصة أسعد الشفتري (الجلاد التائب) بعدما كان الرجل الثاني في مخابرات حزب القوات اللبنانية والمسؤول عن العديد من جرائم القتل والإغتيال والخطف أثناء الحرب الأهلية التي وقعت في لبنان بين عامي 1975 و1990، ومريم السعيدي (الضحية) التي لم تمل من البحث عن إبنها الذي فُقد خلال معركة كلية العلوم في الحدث (أحد أبرز خطوط التماس إبان الحرب الأهلية) عام 1982 عندما كان مقاتلا في الحزب الشيوعي. المخرج غايفين هود، يعود بفيلم خيال علمي جديد، بعد 70 عاما من حروب متواصلة مع كائنات فضائية غزت الأرض، يكلف ضابط فى الجيش على متن إحدى السفن الفضائية، بتدريب فتى ذو قوة ذهنية خارقة، ليتمكن من قيادة الحرب الأخيرة ضد الغزاة. الكاتب أورسون سكوت كارد، نشر قصته "لعبة إندر" عام 1985 ولاقت حينها نجاحا كبيرا.