أعترف لك يا لويزة الحنونة أنك قرعتيها وأن الصواب حاد عنك منذ مدة وآخر شيء صدمني فيك أنك اعتبرت صوت المتظاهرين الذين رفضوا تكريس التمليك بعهدة رابعة مجرد أشخاص تحركهم الآيادي الأجنبية. طاطا ويزة الحنونة أعترف لك اني كمواطنة جزائرية لم أنتخب في حياتي سوى عليك في الانتخابات التي مضت لأني كنت دائما أعتقد ان حزبك هوالحزب الوحيد الذي تتوفر فيه مقومات النضال السياسي الجاد وبأنك مناضلة شرسة تربط شعرها بظفيرة وتنزل للشارع حتى تعبرعن رأيها ومازلت أحتفظ لك في مخيلتي بصورة عمي احمد البوليس وهو يحاول رفعك من على الأرض أمام البريد المركزي عندما سقطت في مظاهرات خرجت فيها، ذلك اليوم لم يتهمك أحد بأنك تشتغلين لحساب الموساد أو الكاجيبي بل قلنا جميعا هي مواطنة ولها الحق في أن تتظاهر لأن الدستور يكفل لها هذا الحق في ذلك. لويزة الحنونة من يسمعك الآن ويسمعك قبل سنوات يدرك أن السلطة شرباتك السحور وأن لقاءك الأخير بالقايد صالح كان فعلا حتى تتجرعي آخر قطرة من سحر بوتفليقة الأخاذ الذي يبدو أنك لم تقدري عليه. طاطا لويزة من نزلوا للشارع يوم السبت الماضي ومن سينزلون في الأيام القادمة ليسوا خونة ولا كفار كما تفكرين، ولكنهم مجرد مواطنين قلبهم حار لم يقبلوا أن تبقى الدولة رهينة لمجموعة من المستحوذين الذين استحلوا ريع البلاد وعسلها وتركوا المرارة للشعب. أعترف لك أنني لن أنتخب عليك مرة أخرى حتى لو رجعت لعقلك وفهمت أن الوطن لا يساوم عليه، خسرت الكثير يا طاطا الويزة في وقت البلاد كلها بحاجة لمناضلين أمثالك كانوا في سنوات مضت رمزا لكلمة الحق حتى لو كان السيف على رقبتهم. باي باي لويزة الحنونة أنت ستذهبين وبوتفليقة سيذهب لكن الشعب والوطن سيبقون إلى أبد الأبدين.