تتواصل فعاليات التظاهرة الثقافية "أيام الشارقة المسرحية" التي تمتد من 17 إلى 25 مارس. حيث قدمت فرقة مسرح خورفكان، عملها المسرحي المتألق "أوركسترا" مساء أول أمس بقاعة قصر الثقافة بالشارقة. العرض المسرحي الذي أخرجه مبارك ماشي، جمع بين الدراما المسرحية والإحتفال الموسيقي، حيث دخل الجمهور في العرض بمجرد وصولهم إلى درج قصر الثقافة، بسبب صوت الموسيقى الصادح من داخل قاعة العرض، أين يتدرب الممثلون. المسرحية تناولت موضوع صراع السلطة، والوصول إلى الكرسي على حساب الشعب، ممثلاً في مجموعة موسيقيين مغمورين رغم موهبتهم، إلا أن الشارع هو مصيرهم، لولا المايسترو الذي انتشلهم من القاع، بحجة اكتشاف مواهبهم ومساعدتهم على الخروج لعالم الشهرة والمجد، ليصل من خلالهم إلى كرسي نقابة الموسيقيين. فنجد عازف الساكسوفون المبدع يقف على رأس شارع راقٍ، واضعاً قبعته أمام قدميه ليقدم ألحاناً رائعة لمقطوعات عالمية وأخرى من تأليفه، وعازف الكمان الحزين الذي حرك مشاعر الكثير من المارة على الطريق، كذلك الحال بالنسبة لعازف الناي والدرامز وآلة القانون الشجي.النص الذي كتبه حميد فارس، كان شاعريا وثوريا بلغة عربية فصحى، واجه فيها بعض الممثلين صعوبة في التمكن منها خلال تمثيلهم، إلا أنهم استطاعوا إيصال رسالتهم للجمهور الذي استمتع بالعرض المسرحي الموسيقي الذي دام لأكثر من ساعة، بيَّنَ قساوة الواقع العربي، وسحر ورقة الأحلام. فرغم جمال المقاطع الموسيقية المعزوفة وشاعريتها، إلا أن "أوركسترا" يعري الشارع العربي ويكشف تلطخ الواقع بالفساد المتفشي في المجتمع.يجدر القول، إن الفرقة قدمت قرابة 30 عملا مسرحيا وآخر الأعمال "رابتر"، وتمّت الإشادة بالمخرج الذي قدم عرضاً يخالف ما اعتادته المسارح العربية، فكان المخرج متمكناً ومسيطراً على العمل أمام السينوغرافيا، وكانت عملاً إستثنائياً غير محدد بالمكان، يحسب له الجوقة الموسيقية والمقطوعات التي عزفت من قبل المؤلف فاضل عباس، فضلاً عن الممثلين والمؤدي للعزف لتقديم عرض أوركسترا، منهم المايسترو وبعض الممثلين.