لوح المترشح للانتخابات الرئاسية موسى تواتي، أمس، بالانسحاب من الاستحقاق الانتخابي، بسبب ما وصفه بالتجاوزات المسجلة خلال الحملة الانتخابية، والتي جعلت من هذه الأخيرة "مهزلة"، على حد وصفه. وقال تواتي، لدى نزوله ضيفا على منتدى جريدة "المجاهد"، أنه "إذا قلنا سننسحب، فليس من العراك السياسي، وإنما من أجل تنظيم حملة لوقف هذه المهزلة"، مضيفا "نحن من منطلقنا حزب معارض، والمعارض إنسان ثائر لا يترك ساحة المواجهة"، وأرجع سبب ذلك إلى "عدم التكافؤ في الإمكانيات"، إلى جانب "عدم احترام تعليمات الإدارة" التي تقول أن "القاعة إن لم تكن محجوزة فالأولوية تكون للمترشح لا لمن يمثل مترشحا آخر"، في إشارة إلى تجمعه المزمع تنظيمه، يوم السبت، بقاعة تشاكر بالبليدة، حيث "قيل لنا - يضيف تواتي- أن أحمد أويحيى هو الذي سينظم تجمعا فيها" لصالح الرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة، واصفا مدير ديوان رئاسة الجمهورية، المعين مؤخرا، بأنه "موظف لدى مترشح لا لدى رئاسة الجمهورية"، مؤكدا، في السياق ذاته، "سنذهب إلى البليدة حتى وإن اضطررنا أن نقيم التجمع في الشارع"، وأنه "إذا لم يطبق القانون وتفتح القاعة لنا بدل ممثل مترشح آخر فسندخلها"، وأكد أنه تم إبلاغ لجنة مراقبة الانتخابات "وقدمنا لها احتجاجاتنا، ولكن لحد الآن لم ترد على تظلماتنا". كما انتقد رئيس "الأفانا" التجمعات التي ينشطها وزراء ومسؤولون في الدولة، لصالح الرئيس المترشح، متسائلا "هل الحكومة محايدة أم هي حكومة مترشح معين؟"، ووصف حملة المترشح بوتفليقة بأنها "مهزلة انتخابية لرجل مريض"، واستشهد، في هذا السياق، بما قاله له مواطنون خلال زياراته الميدانية "هل هذا الرئيس قادر أن يقف أمام الشعب ويضع يده على المصحف الشريف ليؤدي اليمين الدستورية؟"، مضيفا "كل إنسان يمكن أن يمرض، وهذا منطقي، ولكن أن يدير حملة بالوكالة والقائمون على حملته يخرقون القانون فهذا هوالأمر الخطير"، مؤكدا أن "الهدف من إعادة انتخاب بوتفليقة، بالنسبة لهؤلاء، هو التوقيع على مرسوم العفو الشامل، بحيث لن يصبح مسموحا للشعب الجزائري بمتابعتهم قضائيا في فضائح الخليفة وسوناطراك وغيرها". وردا على سؤال حول ثقته في الفوز أم أنه يعلم بأنه يلعب دور كومبارس، كما قيل له، قال مرشح الأفانا أن "الشعب هو صاحب السيادة والقرار النهائي، نحن نريد أن نعلن أن الدولة تسير بإرادة الشعب لا بإرادة النخبة، هذا ما نريد أن نصل إليه"، كما رد على سؤال حول دعوات المقاطعة قائلا "منذ 1962 والشعب الجزائري مقاطع للانتخابات ما عدا استفتاء تقرير المصير"، على حد تعبيره، مضيفا "الشعب الجزائري لم ينزلق عن وطنيته بل المسؤولين الذين خدموا مصالحهم دون مصالح الشعب والوطن". ودافع موسى تواتي عن إعطاء الأولوية للقطاع الفلاحي في برنامجه الانتخابي، معتبرا أن "الفلاحة هي أساس الأمن الغذائي للجزائريين"، حيث وصفها بأنها "سلاح أمني"، مضيفا "اعتمدنا كثيرا على الريع النفطي، وأهملنا الفلاحة، لذلك أعطينا أهمية كبيرة للقطاع الفلاحي في برنامجنا"، لأنه "لا يمكن أن نكون مؤمّنين غذائيا إذا لم نكن منتجين"، على حد تعبير تواتي، الذي انتقد، في نفس السياق، القضاء على الكروم بعد الاستقلال "بحجة أنها تستعمل لإنتاج الخمور" حيث "كان يمكن أن نستخدمها في أمور أخرى". وبخصوص اهتمامه بالمؤسسات الصغيرة في برنامجه الانتخابي، أعطى تواتي المثال بإيطاليا بعد الحرب العالمية الثانية، "حيث بدأت بالمؤسسة العائلية الصغيرة"، لذلك، يرى تواتي أنه "إذا بدأت المؤسسة العائلية الصغيرة في العمل يمكن لها على المدى البعيد أن تنافس في المنتوجات"، إلى جانب أنها "ستقلص البطالة وترفع اليد العاملة"، لأنه -حسبه- "لن نكون ذوي سيادة إذا لم نكن منتجين". وعاد تواتي إلى أحداث غرداية، حيث قال "أنا أول من زار غرداية من بين المترشحين وحاولت التقريب بين الطرفين"، مؤكدا أن المشكل الحقيقي في غرداية "ليس مذهبيا، كما تحاول بعض الأطراف تصويره، بل هو اقتصادي اجتماعي".