شهد مقر مديرية الاتصال التابع لمداومة المترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة مباشرة بعد إغلاق مكاتب الاقتراع، ومع بداية بروز المؤشرات للفرز الأولي للصناديق، حركية وتفاعلا كبيرين خاصة أن الأصداء القادمة من المكاتب بدأت تعلن عن تقدم المترشح عبد العزيز بوتفليقة على حساب بقية المترشحين الخمسة بما فيهم "غريمه" الأول علي بن فليس. تزامن وصول "الجزائر نيوز" لمقر المداومة الرئيسية للمترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة المتواجدة بحيدرة بأعالي العاصمة، قبل ساعة على الأكثر من غلق مكاتب الاقتراع لانتخابات 17 أفريل، قدوم عدد معتبر من الحافلات التي كانت تقل العشرات من الشباب المؤيد للرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة، منبعثة من المركبات أغاني مسجلة وأهازيج متغنية بحياة الرئيس، في حين كان البعض من الصحفيين متمركزين قبالة الباب الرئيسي للمداومة ينتظرون الإذن بالدخول لتقصي أجواء "الحركية" داخلها، لكن في الأخير كان لأعوان الأمن رأي آخر من خلال توجيههم لمقر "مديرية الاتصال" أين كان طاقم مديرية المترشح عبد العزيز بوتفليقة في اجتماع مغلق لمتابعة مجريات العملية الانتخابية لحظة بلحظة. كانت الساعة الثامنة ليلا عندما وصلنا لمقر "مديرية الاتصال" الواقع بسيدي يحيى "حيدرة"، حيث كان طاقم مديرية المترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة برئاسة مدير الحملة الانتخابية عبد المالك سلال في اجتماع بالطابق الأول عبر جلسة مغلقة لمتابعة المستجدات القادمة من مكاتب الاقتراع على المستوى الوطني حول عملية فرز الأصوات والنتائج النهائية حولها.. خارج المقر كانت حركية كبيرة خاصة أن مجموعة معتبرة من الصحفيين من مختلف وسائل الإعلام كانت تنتظر انتهاء الاجتماع ل "تتلقف" تصريحات من "قادة الحملة الانتخابية المجتمعين" داخل المبنى، خاصة بعد بداية وصول نتائج الفرز من 50 ألف مكتب اقتراع على المستوى الوطني، نصف ساعة بعد ذلك تصل سيارة الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد ملتحقا بالاجتماع ، سيدي السعيد قدم تصريحا مقتضبا لوسائل الإعلام، قائلا "لقد أثبت الشعب الجزائري من خلال هذه الانتخابات ارتباطه بالاستقرار والأمن كاشفا مرة أخرى على أن الرئيس بوتفليقة هو صاحب الفضل في هذه الأمور، وهذا ما بدأت تظهره نتائج هذا الموعد الوطني"، من جهة أخرى شهد الاجتماع حضور أحد الوكلاء السبعة ممن قادوا الحملة الانتخابية لصالح المترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة والمتمثل في وزير النقل ورئيس حركة "تاج" عمار غول الذي قابل الصحفيين بابتسامة فسرت على أنها رسالة تفاؤل كبيرة توحي ببقاء بوتفليقة على كرسي المرادية . ..الساعة العاشرة بدأت تعلو الزغاريد من داخل المقر وما هي إلا لحظات حتى "اندلعت" أجواء من الألعاب النارية من فوق سطح بناية مديرية الاتصال مقدمة لوحات متعددة لانتصار بدأ يحتفل به طاقم حملة المترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة حتى قبل انتظار النتائج التي يعلن عنها وزير الداخلية الطيب بلعيز في اليوم الموالي، وقد شدت أجواء الاحتفال بعضا من قاطني الحي وفضوليين قدموا لمشاهدة الوضع عن قرب.. وتزامن خروج أحد المؤيدين للمترشح عبد العزيز بوتفليقة من مبنى مديرية الاتصال معلنا "فوز المترشح عبد العزيز بوتفليقة بالعهدة الرابعة" وصارخا بأعلى صوته "انتصرنا.. انتصرنا وأخيرا فاز عبد العزيز بوتفليقة" حتى التف حوله العديد من الشباب الذين كانوا يلبسون أقمصة عليها صورة الرئيس المترشح وشعار حملته الانتخابية "تعاهدنا مع الجزائر"، في الجهة المقابلة بدأ يشهد الطريق الرئيسي المقابل لمبنى المديرية حركة ازدحام بفعل السيارات التي أطلقت العنان لبداية "مراسم الاحتفال" أين كانت تحمل صورا للرئيس عبد العزيز بوتفليقة محدثة بأبواقها المنبعثة منها أجواء "عرس" جماعي، خاصة مع انبعاث الأغاني الصاخبة والمشيدة بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة، في هذه الأثناء شوهد المطرب الشاب يزيد أحد المساهمين في الأغنية الدعائية الأخيرة للعهدة الرابعة لبوتفليقة "تعاهدت مع الجزائر" يخرج من مقر المديرية لمعايشة الأجواء الاحتفالية .. من جهة أخرى حضرت "الجزائر نيوز" بعضا من أجواء الاحتفال التي صنعها مناصرو الرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة في بعض شوارع العاصمة بداية على مستوى النفق الجامعي المؤدي إلى ساحة موريس أودان، وكذا ساحة البريد المركزي من خلال الطوابير الطويلة من السيارات وحافلات النقل الحضري المملوءة بالمؤيدين لشخص الرئيس المترشح والتي لم تتوقف عن إطلاق أبواق "الانتصار" منبعثة منها أهازيج الفرحة، وقد لاحظنا مشاركة أسر بأكملها في أجواء الفرحة، حيث شاركت النساء بإطلاق الزغاريد والهتاف وحتى الأطفال من جهة أخرى قد سجلوا حضورهم ليلة الإعلان عن نتائج التصويت الرئاسي. إسلام كعبش مؤشر المشاركة ارتفع في المساء والنسبة تباينت بين البلديات عرفت، أول أمس، مكاتب الاقتراع بعاصمة الأوراس باتنة، إقبالا محتشما على صناديق الاقتراع في الساعات الأولى، وسط إجراءات أمنية مكثفة وتنظيم محكم، عدا بعض التجاوزات التي سجلتها اللجنة المستقلة لمراقبة الانتخابات، وفي ظروف عادية وهادئة وهذا بحضور وفد من الملاحظين الدوليين يمثلون جامعة الدول العربية والاتحاد الافريقي. وبلغت نسبة المشاركة 7,16 بالمئة في حدود الساعة ال11 صباحا، وارتفعت إلى 18,69 بالمئة عند الثانية بعد الزوال، ثم 30,87 بالمئة في حدود الساعة الخامسة، الى أن بلغت 42,27 بالمئة عند نهاية الاقتراع. إقبال محتشم صباحا وغياب العنصر النسوي تميزت مكاتب التصويت خلال ساعات الأربع الأولى عبر العديد من دوائر وبلديات ولاية باتنة، بإقبال محتشم للناخبين، حسب ما لاحظناه، وما استقيناه من معلومات حول سير عملية الاقتراع ببعض البلديات، دون تحديد دقيق لنسبة المشاركة منذ فتح مكاتب الاقتراع الى غاية منتصف النهار، إلا أن المعلومات أكدت انخفاض نسبة المواطنين الذين أدلوا بأصواتهم ببعض المراكز، حيث كان أغلبهم من كبار السن، اقتربت "الجزائر نيوز" من "الحاج الطاهر" في العقد السابع، بعد خروجه من مكتب التصويت بمركز الزمالة-، قال "انه جاء ليؤدي واجبه الوطني الذي لم يتخل عنه من قبل، ليساهم في بناء الجزائر". أما سليم مسير في مؤسسة خاصة يرى "أنه يجب على كل المواطنين أن يتوجهوا لصناديق الاقتراع بغض النظر على من سينتخبون"، فيما اعتبر أحمد وهو شاب مكفوف صاحب 30 سنة "أن التصويت فرصة لإبراز الذات، وأن الإعاقة ليست بالهاجس الذي يعيقه على أداء واجبه الوطني". والملاحظ أيضا أن إقبال العنصر النسوي كان شبه منعدم في الكثير من مكاتب التصويت، وهو ما اعتبره أحد القائمين على مكتب للاقتراع أنه أمر عادي، على اعتبار أن النساء يقبلن على الانتخاب عادة خلال النصف الثاني من النهار. للإشارة، فإن عملية الانتخاب في ولاية باتنة قد انطلقت يوم الثلاثاء بالنسبة للمسجلين ضمن مكتبين متنقلين في كل من بلدية بيطام وبلدية كيمل. وفي سياق متصل، فإن ولاية باتنة تحصي هيئة ناخبة تقدر ب 632253 مسجل، وخصص لعملية الاقتراع 385 مركز يضم 1421 مكتب، وجند لتأطير مكاتب الانتخاب 11827 مؤطر. ارتفاع مؤشر المشاركة في النصف الثاني من النهار كانت نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية بباتنة في الفترة الصباحية ضئيلة، حيث بلغت 7,16 بالمئة عند الساعة الحادية عشرة، وارتفعت بعد الزوال لتصل إلى 18,69 على الساعة الثانية بعد الزوال، حيث شهدت مراكز التصويت توافد العنصر النسوي للإدلاء بأصواتهن، وتحدثت "الجزائر نيوز" مع البعض منهن، حيث أكدن أن الانتخاب واجب وطني، ويبين مدى الوطنية عند كل جزائري، ولفت انتباهنا عجوز في العقد الثامن يصاحبها حفيدها قالت "بأنها رغم المتاعب الصحية التي تعاني منها الا أنها طلبت من أحد أحفادها أن يساعدها على من تأدية واجبها الانتخابي للمساهمة في تعزيز الأمن في البلاد". أما السيدة فتيحة في العقد الخامس، قالت "إن الانتخاب واجب وطني، واعتبرت أن من لا ينتخب فهو غير جزائري - حسب ما قالت - "، فيما صرحت نبيلة سيدة في العقد الثالث اصطحبت معها ابنتها "مرام" التي تبلغ 5 سنوات، أنها "تنتخب من أجل مستقبل ابنتها، وعدم ضياع صوتها". شباب لا تهمهم الانتخابات وفي جولة استطلاعية ل "الجزائر نيوز" في شوارع باتنة، التقينا بمواطنين لم ينتخبوا أكدوا لنا أن الانتخابات لا تهمهم وهي عطلة مدفوعة الأجر والكثير منهم ليست لديه بطاقة الناخب، حيث أكد لنا "بلال" صاحب محل بيع الملابس بشارع الاستقلال بأنه "لم ينتخب، ويرى أن هذه الانتخابات لا تغير أي شيء، وتساءل لماذا أنتخب واللعبة مغلقة"، وفي نفس السياق، صرح إبراهيم بائع مجوهرات بشارع "برج الغولة"، إنه "لا يملك بطاقة الناخب، ولن يستخرجها" وأضاف "أنا مهتم بعملي واستقبال الزبائن"، أما دليلة سيدة في العقد الخامس كانت بصحبة ابنتها، قالت "أنا مهتمة بالتحضير لزواج ابنتي، والانتخابات لا حدث بالنسبة لي، لكني أتمنى أن تمر بسلام". مناوشات بين أنصار بوتفليقة وبن فليس أكدت اللجنة المستقلة لمراقبة الانتخابات على مستوى ولاية باتنة، أنها تلقت سبعة إخطارات، وسجلت بعض الصدامات والتجاوزات، منها إخطار ضد رئيسي بلدية الجزار وباتنة واتهامهما بتوجيه المواطنين للتصويت لصالح المترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة، ونفس موضوع الإخطار سجل ضد بعض المنتخبين بتوجيه المواطنين للتصويت لصالح المترشح الحر علي بن فليس، - حسب تصريح أحد أعضاء اللجنة المستقلة لمراقبة الانتخابات ل"الجزائر نيوز". عملية الفرز تحبس أنفاس ممثلي المرشحين بن فليس وبوتفليقة بعد الانتهاء من عملية الاقتراع على الساعة السابعة، بلغت نسبة المشاركة 42,27 بالمئة على مستوى تراب الولاية، بدأت عملية الفرز مباشرة، حيث عرفت بعض المراكز تفوق المترشح بن فليس بنسبة كبيرة مثلما حدث في بلدية تازولت وبلدية عين جاسر، بينما تفوق المترشح بوتفليقة ببلدية نقاوس وبلدية أريس، أما في مركز فاطمة قيدومي ببلدية باتنة، ففاز المترشح بن فليس في المكاتب المخصصة للرجال والمترشح بوتفليقة في المكاتب المخصصة للنساء، وكانت نتائج الفرز متقاربة بينهما، مما جعل الضغط النفسي يزداد على ممثلي المترشحين، أما الأصوات الخاصة لبقية المترشحين فتكاد تكون معدومة. احتفالات بالفوز قبل الأوان نظمت التنسيقية الوطنية للجمعيات المساندة لبرنامج الرئيس بوتفليقة حفلا بحضور فرقة فلكلورية بالمداومة الولائية للخلية النسوية، بحضور بعض الشباب المساندين للمترشح بوتفليقة، لكن فرحتهم لم تدم طويلا، بتدخل بعض الشباب المعارضين للعهدة الرابعة. أما في المداومة الولائية فكان حوالي عشرة شبان منهم من كان يحمل عصا، وأحضروا معهم "كلب ألماني" يحرصون المقر تحسبا لأي طارئ أو اعتداء من أطراف أخرى، أما داخل المداومة كان مجموعة من الشباب يستقبلون محاضر الفرز عبر الفاكس من مختلف البلديات. ومن جهة أخرى، شهدت مداومة المترشح بن فليس حضورا مكثفا للشباب المتعاطفين معه، مما أدى لشل حركة المرور، كانوا ينتظرون معرفة نتائج الاقتراع الخاصة بالولاية، وجندت المداومة العديد من الشباب لاستقبال محاضر الفرز من مختلف البلديات.