بلغ ضحايا ما يعرف بفيروس "كورونا" بالعربية والسعودية حوالي 176 حالة وفاة حتى الآن، بينما بلغت عدد الإصابات الرقم 544 حسب ما أعلن بيان لوزارة الصحة السعودية، الذي أكد في ذات الوقت أن الحالات التي تمت إصابتها بالفيروس في السابق وتماثلت للشفاء حالياً حالة واحدة؛ مشيرا إلى أن ملخص الوضع الصحي للحالات المصابة هو 3 حالات مستقرة وحالة لا توجد لديها أعراض بمناطق جدة، المدينةالمنورة ومكة. بالرغم من الجهود التي تبذلها الجهات الصحية والأمنية في العربية السعودية، من أجل السيطرة على الفيروس القاتل، خاصة على مستوى الإجراءات الوقائية، فإن الواضح أنها لم تنجح في التقليل من أخطار انتشاره، حيث تؤكد إحصاءات الوزارة نفسها أن معدل انتقال العدوى أضحى أكثر سرعة خلال الشهرين الماضيين، وهو يرجح إمكانية استمرار الأمر بوتيرة أكثر، مما يستدعي "نفير عالمي" يتجاوز المملكة السعودية، فضلا عن أننا على مشارف شهر رمضان المعظم، حيث يحرص الكثير من الجزائريين إلى زيارة البقاع المقدسة لأداء عمرة رمضان. فهل استعدت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بالتنسيق مع ديوان الحج والعمرة وكذلك وزارة الصحة بما يلزم من إجراءات؟!. بل هل الإجراءات التحسيسية كافية للوقاية من الوباء الذي يكاد أن يصبح عالميا بفضل انتشاره السريع في أكثر من دولة وتشكيله هاجسا صحيا للكثير من سكان المعمورة خاصة المسلمين، لزيارة أعداد كبيرة منهم للبقاع المقدسة أكثر من مرة في العام؟! مبدئيا تؤكد بيانات ديوان الحج والوزارة الوصية بأن هناك إجراءات كافية لمواجهة هذا الخطر، وأن الجهات المعنية يقظة بشكل كاف لهذا التحدي الصحي، لكن الملاحظ أن هناك دولا كثيرة تتخذ تدابير تتجاوز هذه التطمينات والإجراءات الوقائية أو التحسيسية. ففي تونس مثلا نصحت وزارة الصحة" التونسيين بتأجيل أداء مناسك العمرة والحج هذا العام إلى الأراضي المقدسة في السعودية "وذلك بعد تقارير وردت مما يعرف ب "المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة" التابع للوزارة، والذي أوصى ب«تأجيل العمرة والحج في الوقت الحاضر". كذلك قررت الولاياتالمتحدة الأميركية اتخاذ إجراءات استثنائية بحق رعاياها القادمين من الاراضي السعودية، وذلك إثر تبيين حدوث إصابتين بالفيروس في الولاياتالمتحدة، لدى عاملين في قطاع الرعاية الصحية، أصيبا بالمرض، بعد فترة قصيرة من مغادرة عملهما في مستشفيات سعودية. ومما يزيد من خطورة الفيروس أن منظمة الصحة العالمية تؤكد بأن ثلث حالات الإصابة بفيروس كورونا التي تم علاجها في مستشفيات جدة في السعودية كانت لعاملين في القطاع الصحي". مما يعني أن مؤسسات الوقاية الاستشفائية في حد ذاتها أضحت خطرا على حياة المراجعين عوض أن تكون واقيا من الفيروس" فهل تتخذ الجهات الرسمية الجزائرية إجراءات أكثر أماناً لصحة المواطنين والرعايا الذين يقصدون منطقة الوباء أو العائدين منها؟ م. أبو بكر هذا المشكل الوبائي والصحي يقضي باتخاذ إجراءات وقائية للتقليل من انتقال وسط الحجاج والمعتمرين لاسيما وأن هذا المرض ينتشر عن طريق الاحتكاك، والكل يعلم بأن الايواء والنقل وأداء مناسك الحج يتم جماعيا وبالتالي فإن الاختلاط والاحتكاك يساعد على انتشاره، والإجراءات الواجب اتباعها ليست تعجيزية وإنما وقائية يمكن عن طريقها تفادي الاصابة بهذا المرض لذا ينصح الأطباء باستعمال كمامات واقية نطالب ديوان الحج وزارة الصحة توفيرها بكميات كافية ومجانا للحجاج والمعتمرين الملزمين بستعمال سائل التطهير والحرص على نظافة أجسادهم والأماكن التي يتواجدون، وفي حال إصابتهم بالزكام عليهم مراجعة الطبيب أو الالتحاق بالمصحات والمستشفيات لأن هذا المرض يبدأ بهذا الشكل ثم يفرز مضاعفات على الجهاز النفسي وتصل إلى حد الإصابة بمرض القصور الكلوي. لحد الآن لا يوجد لقاح لمواجهة هذا المرض لذلك ننصح الحجاج والمعتمرين الذين يعانون من أمراض مزمنة، وأمراض الجهاز التنفسي، الحوامل وغيرها من الأمراض التي من شأنها التقليل من مناعة الجسم تتفادي التنقل في هذه المرحلة وتعريض حياتهم للخطر. النظام الصحي بالجزائر أسوء من النظام الصحي المعتمد بهذه الدول سواء امريكا، الأردن، لبنان...الخ لأننا في الحضيض ما نوصي به حاليا اتخاذ الحيطة والحذر والتحسيس بأهمية الوقاية لتفادي هذا المرض، ومن الخطأ أن نقول بأن الجزائر في منأى عن الإصابة بهذا الداء لأنه لا يرتبط فقط بذهاب المعتمرين والحجاج إلى البقاع المقدسة وإنما الانتشار قد يكون عن طريق الوافدين من دول الشرق الاوسط لذلك لابد من عدم إغفال حالات الأشخاص الوافدين في إطار العمل أو الدورات التكوينية إلى هذه الدول. صحيح أن ما نسجله هو غياب حملات التوعية والتحسيس وهذا ما يدفعني إلى القول إن الوزارة عليها أن لا تتجاهل هذا الوضع لتقع بعد ذلك الكارثة، وهو ما يفرض عليها بالتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية ووسائل الاعلام، تنظيم حملات توعية وتحسيس على كل الأصعدة والمستويات، دون ترهيب الناس أو منعهم من الحج لأن الدولة هي المسؤولة عن ذلك ولحد الآن كل ما يلاحظ ميدانيا هو عدم اعتماد الجدية في التعامل مع هذا الوضع، بالرغم من أن منظمة الصحة العالمية التي ترى بأن الأمر لا يستدعي الإعلان عن حالة الطوارىء عالمية والقول بأن حالة الوباء عالمية.