اهتز، فجر أمس، سكان تنس على وقع غرق باخرة شحن ''طوغولية'' كانت راسية بعرض مياه الميناء، قبل أن تجرفها الأمواج وتدفعها قوة الرياح لترتطم بصخور مدخل ميناء تنس، فانقسمت إلى جزئين، مخلفة قتيلين وستة في عداد المفقودين وجريح حالته جد خطيرة بأسرّة غرفة الإنعاش بمستشفى تنس· وفور وصول وزير النقل، عمار تو، أمر بفتح تحقيق مزدوج محلي على مستوى محكمة تنس، وآخر مركزي لمعرفة الخلفيات الحقيقية للحادثة، خصوصا وأن الباخرة رست منذ التاسع من الشهر الجاري بعرض مياه الميناء تنتظر دورها لتعبئة النفايات الحديدية· الحادثة، حسب السلطات الأمنية وشهود عيان وعمال الميناء، وقعت في حدود الخامسة ونصف بسبب التقلبات الجوية وقوة الرياح التي تعدت سرعتها 80 كم/ سا، -حسب مصالح الأرصاد- الأمر الذي أدى إلى هيجان البحر ودفعت أمواجه الباخرة بقوة نحو صخور مدخل الميناء فانقسمت الباخرة إلى نصفين، فأُجبر البحارة التسعة من ذوي جنسيات مختلفة على القفز من أعلى الباخرة، حيث تمكن بأعجوبة شاب مصري ''أبو الفتوح عصمت علي'' من مواليد 1984 النجاة من موت محقق، والتحق باليابسة عن طريق السباحة، فوصل إلى الشاطئ وقام بإخطار مصالح الإغاثة، حسب ذات المصادر، ولم يتأخر حراس السواحل برفقة الغطاسين التابعين للحماية المدنية في التدخل للبحث عن الضحايا، فتمكنوا من انتشال جثتين كانتا عالقتين بين الصخور، تتراوح أعمارهما حسب مصالح الحماية المدنية ما بين 35 و40 سنة، فيما لا يزال البحث جاريا عن ستة آخرين· للإشارة، طاقم الباخرة يتكون من تسعة بحارة، بينهم أربعة سوريين ومصريين وهنديين ولبناني، وتنتمي لدولة الطوغو وتم استئجارها لرجل أعمال لبناني الذي أوكل مهمتها إلى آخر تركي ويطلق عليها إسم ''كريم جينيور''، وفور وصول وزير النقل، عمار تو برفقة والي الولاية والسلطات المحلية، أمر الوزير بضرورة فتح تحقيقين، الأول على المستوى المحلي قضائي بمحكمة تنس، والثاني مركزي لمعرفة الخلفيات والأسباب الحقيقية للحادثة، كما طالب بتدخل الوصايا والوكالة الدولية المؤمّنة للباخرة للتكفل بضحاياها وفي حال رفضها، أمر مصالحه بعدم السماح للبواخر المؤمنة لدى تلك الشركة بالدخول إلى الموانئ الجزائرية، ثم عرج وزير النقل على الضحايا وزار الجريح بمستشفى تنس·