تم أول أمس الإثنين، بجامعة معسكر، التوقيع على اتفاقية توأمة بين بلدية معسكر ومدينة ألكادير الأمريكية في مجالات التربية والتكوين والثقافة والتعليم العالي بحضور رئيسي البلديتين وشخصيات من المدينتين والسلطات الولائية. وتنص الإتفاقية على التعاون في مجالات التربية والتكوين والثقافة والتعليم العالي وغيرها وتبادل الوفود العلمية والطلابية بين جامعة معسكر وجامعة ولاية آيوا، التي تقع بها مدينة ألكادير إضافة إلى تبادل الخبرات خاصة في البحث العلمي وتنمية الإنتاج الصناعي والفلاحي. وأبرز رئيس بلدية ألكادير روجر بيشولز، في كلمته أمام طلبة وأساتذة جامعة معسكر قبل التوقيع على الاتفاقية، أن مدينته "تفتخر بحمل اسم الأمير عبد القادر البطل والرجل الإنساني وذلك منذ سنة 1846 بعد انبهار الأمريكيين في ذلك الوقت بمقاومة الشعب الجزائري تحت قيادة الأمير عبد القادر واستلهامهم من تلك المقاومة في ثورتهم على البريطانيين وهو الانبهار الذي زاد بعد إنقاذ الأمير عبد القادر للمسيحيين في سوريا". كما أبدى المسؤول نفسه افتخاره بالعلاقة "الوثيقة" التي تربط مدينته بمدينة معسكر منذ الثمانينيات، حيث وقعت أول اتفاقية توأمة بين الطرفين سنة 1984 وتم بعدها تبادل زيارات مجموعة من الوفود وجاءت الزيارة الحالية "لتحيي تلك الاتفاقية وتقويتها". وعاد كايزر مؤلف كتاب "أمير المؤمنين" (عن الأمير عبد القادر) والعضو في وفد مدينة ألكادير إلى ظروف تأليفه الكتاب قبل 8 سنوات، حيث بحث في تاريخ الجزائر وشخصية الأمير عبد القادر فوجد أن الدين الإسلامي المتفتح والمتسامح الذي كان الأمير عبد القادر يؤمن به "يحمل القيم التي تسمح بتحويل حياة الناس نحو الأفضل وبمواجهة وتصحيح كراهية بعض غير المسلمين للإسلام عن جهل وبسبب ممارسات خاطئة للبعض". وقام الوفد الأمريكي الذي يضم رئيس بلدية ألكادير ومجموعة من مساعديه وفنانين من مدينة نيويورك بزيارة لولاية معسكر بدعوة من جمعية "على خطى الأمير الثقافية" حيث زار في يومها الأول معالم تاريخية التي تعود إلى فترة مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة مثل مسجد سيدي حسان، الذي شهد المبايعة الثانية للأمير عبد القادر ومحكمة الأمير ودار قيادته بوسط مدينة معسكر فضلا عن ساحة الأمير عبد القادر واطلعوا على النصب التذكاري الذي أهدته مدينة ألكادير السنة الماضية وتم تركيبه بوسط المدينة. كما زار الوفد جامعة معسكر، حيث اطلع على التوسعة التي تشهدها بإنجاز كلية للعلوم الاجتماعية وتعرفوا على مجموعة من الأبحاث العلمية التي أجراها طلبة وأساتذة قبل أن تنظم ندوة بمشاركة أعضاء الوفد الأمريكي، فيما أحيت فرقة غنائية أمريكية بصحبة فرقة تابعة لجمعية "من أجل الأمزاد" من تمنراست حفلا فنيا.