يواجه أطفال عائلتين سوريتين، فرّتا من الحرب في سوريا، خطر الموت على الحدود الجزائرية المغربية، عقب عبورهما إلى الأراضي المغربية، بعدما تمت مطاردتهما إلى غاية الخط الحدودي مع الجزائر، أين تم التخلي عنهما، وهما في حالة عوز مطلق، حيث تتواجدان في حالة كارثية. وأطلق والد إحدى العائلتين، أمس، نداء استغاثة للسلطات في البلدين، بغية إنقاذهم من موت محقق. وقال صبحي عيد، والد الطفلة أفينات، البالغة من العمر سنتين، في اتصال هاتفي مع "الجزائرنيوز"، "أولادي قد يموتون بين الحين والآخر"، حيث أوضح، بنبرة باكية، "نحن عائلتان سوريتان بأطفال صغار السن، يواجهون خطر الموت يقول صبحي عيد- ابنتي أفينات مريضة جدا ، وحالتها الصحية تدهورت بشكل خطير، فقد تفقد حياتها إن تواصلت هذه الحالة اللا إنسانية"، مضيفا "لقد تم التخلي عنا دون ماء، دون غذاء ودون ملجأ، منذ 20 يوما ونحن نبيت في سيارة قديمة، نعيش بفضل عطف رجال الشرطة الجزائريين، الذين يمدوننا، بين الحين والآخر، بقليل من الغذاء والماء. نحن نعيش في الطبيعة المطلقة بالقرب من سيارة قديمة تقينا أشعة الشمس في النهار، والبرد في الليل". وأضاف والد أفينات "إننا محاصرون بين نارين"، على حد قوله، "نعيش الجحيم، ونواجه بصفة يومية عذابا جسديا ومعنويا - يقول المتحدث- حيث قال لنا الجنود الجزائريون أننا في الأراضي المغربية، والمغاربة يقولون لنا أننا في التراب الجزائري"، مضيفا "حتى النساء لا يجدن مكانا للخروج"، واصفا الحالة التي يتواجدون فيها بأنها "لا تطاق". وحمل صبحي عيد "الملك المغربي محمد السادس" مسؤولية هذه الوضعية، قائلا: "ملك المغرب هو المسؤول عن وضعيتنا"، موضحا "قضينا 12 يوما في الجزائر، ولكن بعدما سمعنا أن ملك المغرب قرر تسوية وضعية اللاجئين السوريين المتواجدين في المملكة، قررنا تجريب حظنا بالدخول إلى المغرب، ولكن ما إن دخلنا إلى هنا، حتى تمت مطاردتنا من طرف حرس الحدود المغربي". هذا وتتشكل العائلتان من أربعة أطفال تتراوح أعمارهم بين سنة و7 سنوات، وتعتبر هذه المرة الثانية التي يتخلى فيها النظام المغربي عن اللاجئين السوريين بالقرب من الحدود الجزائرية، حيث سبق وأن اتٌّهِمَ بذلك من طرف المنظمات غير الحكومية الدولية، حتى يوهم العالم بأن الجزائر لا تحترم التزاماتها الدولية، في صورة التكفل باللاجئين. وقد سبق للمغرب أن تسبب في صدام دبلوماسي، شهر جانفي الماضي، عندما تخلى عن حوالي 20 لاجئا قرب الحدود، واتهم السلطات الجزائرية بالمسؤولية عن ذلك، مما استلزم ردا حازما من قبل السلطات الجزائرية من خلال استدعاء السفير المغربي في الجزائر. وللمرة الثانية، تستغل المملكة المغربية معاناة اللاجئين السوريين، من خلال هاتين العائلتين، للتهجم على الجزائر، ومحاولة الظهور بمظهر "الدولة" المحترمة لحقوق الإنسان. وقد سبق للسلطات المغربية، مرارا، أن قامت بقمع المهاجرين غير الشرعيين القادمين من دول إفريقية، أو الفارين من مناطق النزاع.