يعيش الشارع الجزائري، هذه الأيام، على وقع الحدث الكروي العالمي، المتمثل في نهائيات كأس العالم 2014، في طبعتها العشرين، المقامة بالبرازيل، والتي انطلقت يوم الخميس الماضي، 12 جوان، وتستمر إلى غاية 13 جويلية المقبل. وتعرف هذه الطبعة مشاركة المنتخب الوطني الجزائري، للمرة الرابعة في تاريخه، بعد نهائيات إسبانيا 1982، المكسيك 1986 وجنوب إفريقيا 2010، والثانية على التوالي، ممثلا وحيدا للكرة العربية، بعد مونديال 2010 في جنوب إفريقيا، حيث سيدخل المنافسة، بداية من يوم غد، الثلاثاء، على الساعة الخامسة مساء، أمام نظيره البلجيكي. خلافا لما كان عليه الحال في الأسابيع القليلة الماضية، حيث لم تكن الأجواء في العاصمة توحي باقتراب المونديال، عكس ما كانت عليه في مونديال جنوب إفريقيا، عندما كانت الأعلام الوطنية تزين الشرفات والمحلات، والأغاني الممجدة للمنتخب الوطني تدوي كل مكان، والمواطنين من مختلف الفئات العمرية، من شباب مراهقين وأطفال من الجنسين، يرتدون القميص الوطني، فقد عادت تلك الأجواء إلى العاصمة في الأيام الأخيرة، خاصة مع انطلاق الحدث الكروي، يوم الخميس الماضي، حيث بدأت المحلات وشرفات العمارات تتزين بالأعلام الوطنية، على غرار ما لمحناه، أول أمس، عند مرورنا بالقرب من حي مالكي ببن عكنون، حيث تزينت أغلب الشرفات بالأعلام الوطنية. وخلال جولتنا، أمس، بشوارع العاصمة، سجلنا بعض هذه الأمور، حيث أن بعض المواطنين يرتدون أقمصة المنتخب الوطني، وبعض الأغاني الممجدة للخضر تسمع هنا أو هناك، وهو ما لم نلاحظه في الأسابيع الماضية، وحتى الحديث العام أصبح تقريبا عن المونديال وأخباره ومفاجآته التي سجلتها الأيام الأولى، من الخسارة "المفاجأة والثقيلة" للمنتخب الإسباني، حامل اللقب، أمام وصيفه الهولندي، والخسارة "المفاجأة" لمنتخب اليوروغواي، بطل أمريكاالجنوبية، وصاحب المرتبة الرابعة في المونديال الأخير، في أولى مبارياته، أمام كوستاريكا، بثلاثية مقابل هدف واحد، بل حتى الحديث عن حظوظ المنتخب الوطني لم يعد بذلك التشاؤم الذي سجلناه في عدد سابق، حيث غيرت "المفاجآت" التي حملتها المباريات الأولى من انطباعات الجزائريين حول حظوظ الخضر في المونديال، وجعلت البعض متفائلا بإمكانية أن يحقق المنتخب الوطني المفاجأة بدوره، وإن كان التفاؤل "حذرا" نوعا ما. تجولت "الجزائر نيوز"، أمس، في شوارع العاصمة لمعرفة مدى تجاوب الشارع الجزائري مع الحدث الكروي العالمي، ومشاركة المنتخب الوطني فيه، حيث سجلنا انتعاشا في بيع الأعلام الوطنية والأقمصة والأوشحة الخاصة بالخضر، مقارنة بالركود الذي عرفته في الأسابيع الماضية، وهو ما أكده لنا أصحاب الطاولات الخاصة ببيع المقتنيات الخاصة بالمنتخب بجامع اليهود، على غرار صالح، الذي أكد لنا أن الأيام الأخيرة "عرفت انتعاشا في بيع أقمصة المنتخب الوطني، خاصة مع انطلاق المونديال"، وذهب مراد وجمال في نفس الاتجاه، عندما أكد مراد أنه مع بداية المونديال "بدأ بيع المقتنيات الخاصة بالمنتخب يرتفع شيئا فشيئا"، متوقعا أن ترتفع المبيعات أكثر "في حالة تحقيق الخضر نتيجة إيجابية في المباراة الأولى أمام بلجيكا"، أما جمال، فأعرب عن تفاؤله في تحقيق منتخبنا للمفاجأة، مؤكدا أن البدلات الخاصة بالمنتخب الوطني "أصبحت تنفد، خاصة بدلات الأطفال الصغار"، مضيفا أنه في حالة تحقيق المنتخب الوطني نتائج طيبة في بداية مشواره، "فسيكون الإقبال مضاعفا على شراء المقتنيات الخاصة به". وشاهدنا، خلال تواجدنا بجامع اليهود، إقبالا للمواطنين على السؤال عن أسعار الأقمصة أو الأوشحة أو القبعات الخاصة بالمنتخب الجزائري، على غرار رشيد، الذي أعرب لنا عن تفاؤله بقدرة المنتخب الوطني على تحقيق نتائج طيبة، وسيدة أخرى تعذر علينا الحديث إليها، لانشغالنا بالتحدث إلى الباعة. كما أكد عزيز، بائع بمحل "بيما" بشارع العربي بن مهيدي، أن بيع أقمصة الخضر "يتم بشكل طبيعي، ودون أي إشكال أو ركود". من جهة ثانية، أكد لنا البعض الآخر من أصحاب الطاولات أن بيع المقتنيات الخاصة بالمنتخب الوطني ليس كما كان بمناسبة مونديال جنوب إفريقيا، وهو حال بائع بجامع اليهود، لم يذكر لنا اسمه، أوضح لنا الأمر بأنه "في 2009 و2010 كان الأمر مختلفا، خاصة بعد الشحن الإعلامي الذي كان بين الجزائر ومصر، والذي جعل الحماس كبيرا في الإقبال على شراء أقمصة المنتخب والأعلام الوطنية، أما الآن، فالكل أصبح متخوفا، بسبب صعوبة المجموعة التي وقع فيها المنتخب الوطني هذه المرة، خاصة في لقائه الأول أمام منتخب بلجيكا القوي"، مضيفا "الجميع أصبح ينتظر ما ستسفر عنه المباراة الأولى أمام بلجيكا، فإن حقق منتخبنا نتيجة إيجابية فسيكون الإقبال على شراء المقتنيات كبيرا". ونفس الرأي أبداه لنا "نونو"، بائع أقراص CD بشارع العربي بن مهيدي، الذي أكد لنا أن "الحالة ميتة"، على حد تعبيره، "صحيح الأقراص الخاصة بأغاني المنتخب الوطني بدأت تباع، مقارنة بالفترة الماضية، ولكنها ما زالت ناقصة، مقارنة ب 2010، حتى الأغاني الموجودة في السوق ليست بنفس النوعية"، مؤكدا بدوره أن "الناس يترقبون مباراة منتخبنا أمام بلجيكا، والنتيجة التي قد يحققها المنتخب، وفي حالة كانت النتيجة طيبة ستعود المبيعات"، بينما قال حمزة، بائع CD بأودان، أن بيع الأقراص الخاصة بأغاني المنتخب الوطني "منعدم تماما". كان لنا حديث مع بعض المواطنين لمعرفة انطباعاتهم حول حظوظ المنتخب الوطني الجزائري في مونديال البرازيل، الذي يدخل المنافسة غدا، بداية من الخامسة مساء، أمام المنتخب البلجيكي، المرشح الأول في المجموعة الثامنة. وأبدى بعض من تحدثنا إليهم نوعا من التفاؤل حول إمكانية أن يحقق المنتخب الوطني نتيجة إيجابية، "ولمَ لا يفوز" أمام "الشياطين الحمر"، كما قال محمد، بائع بجامع اليهود، الذي أضاف "حدثت مفاجآت في هذا المونديال، فإسبانيا، بطلة العالم، خسرت بخماسية، واليوروغواي خسر البارحة (الحديث أجري منتصف نهار أمس) أيضا بثلاثية أمام كوستاريكا، فإن شاء الله نكون نحن أيضا جزءا من هذه المفاجآت"، بينما أعرب زميله فاتح عن تفاؤله هو الآخر، غير أنه لم يخف لنا تخوفه من نقاط ضعف المنتخب الجزائري، "خاصة الدفاع، وبالتحديد المحور والجهة اليمنى، أمام قوة هجوم المنتخبات المنافسة". أما البعض الآخر، ممن تحدثوا معنا، فقد أعربوا لنا عن تشاؤمهم من قدرة "محاربي الصحراء" فعلا على "تحقيق المفاجأة"، وإن رفضوا أن يسموا موقفهم تشاؤما، مفضلين تسميته ب«الواقعية"، على غرار سمير، بطال بشارع العربي بن مهيدي، الذي أكد أن المنتخب الجزائري "ليس لديه أي حظ أمام قوة المنتخب البلجيكي، سواء في هجومه أو دفاعه، مقابل ثقل الدفاع الجزائري، كما رأيت في المباراتين الوديتين أمام أرمينياورومانيا، فبلجيكا ليست أرمينيا ولا رومانيا، حتى وإن لم تبد أوراقها في مبارياتها الودية، خاصة أمام تونس"، وأبدى كمال، نادل بمقهى قرب البريد المركزي، نفس الرأي، قائلا: "صحيح كل شيء ممكن في كرة القدم، وقد رأينا ذلك في المباريات السابقة، ولكن لنكن واقعيين، صحيح أن خطي الهجوم والوسط جيدان، أما الدفاع فهو ضعيف، فمن سيوقف هازارد أو لوكاكو"، مضيفا "أتمنى أن يحقق لاعبونا المفاجأة، ولكن الأمر ليس بتلك السهولة التي يعتقدها البعض"، يختتم المتحدث.