خلد أويحيى للنوم بعد أرق طويل طول مشاورات الدستور، التي لا تريد أن تنتهي وبمجرد أن وضع رأسه على مخدة الكوابيس حتى نهض مفزوعا فزعا شديدا وصوتا بداخله يقول.. سي أحمد واش راك أدير؟ رد بصوت خافت.. حاب نرقد جاوبه الصوت.. طول عمري وأنا أظن أنك تريد أن تكون رئيس الجزائر. اندهش واعتدل في جلسته وصرخ.. من أنت أيها المتكلم. رد الصوت.. أنا ضميرك وعقلك وقلبك الذي يعرف طموحك جيدا قال... أنا لم أفكر يوما أن آخذ مكان عزيزو. طلعت قهقة كبيرة من الأعماق... لا فكرت ولا تنكر. قال صارخا.. لم أفكر لم أفكر. قال الصوت... أنت أصبحت تتنكر لأفكارك وطموحاتك وأكبر دليل على ذلك استقبالك لجماعة الفيس وهذا لم يكن مطروحا أبدا مع رجل استئصالي مثلك. رد أويحيى بغضب.. أنا رجل دولة وأنفذ تعليمات الدولة لا أكثر ولا أقل. جاءته الإجابة.. غير صحيح أنت خلطتها بين الطمع والطموح. ضرب السي أحمد كفا بكف وصرخ عاليا.. ياربي سيدي خلصني من هذا الكلام الغريب. جاءته قهقهات طويلة عريضة لم تهدأ. أراد النوم من جديد لكن فاجأته صورة مدني مزراق وأصحابه فنهض من جديد مفزوعا. حاول من جديد النوم بعد أن أخذ كأسا من الماء البارد وقرأ البسملة وبمجرد أن وضع رأسه على المخدة حتى طلع له عزيزو وقال له... تريد أن تخدعني يا أويحيى؟ نهض من جديد مفزوعا.. يا ربي سيدي واش هذا البلاء؟ قرر أن لا ينام هذه الطريقة الوحيدة التي يمنع بها الكوابيس وأشعل كل الأضواء من حوله لكن يا السي أويحيى المطلوب أن تشعل أضواء قلبك أولا وخلينا نشوفو حنة يديك.