تبيت 12 عائلة بشارع عادل مختار، ببلدية المقرية، بالشارع منذ ستة أيام في العراء بسبب الانهيارات الخطيرة التي حدثت على مستوى البناية رقم 39 التي يشغلونها منذ سنوات عدة، والتي يعود تاريخ إنشائها إلى عهد ما قبل الاستعمار، فمنذ حوالي شهر ونصف وهم يبيتون بغرفة الانتظار بمقر بلدية المقرية، وهذا بعد انهيار سقف البناية الذي كاد أن يودي بحياة رضيع لا يتعدى عمره الشهرين· تناشد العائلات المتضررة المتكونة من أكثر من 54 شخصا، التي اتخذت الشارع مأوى لها منذ أيام بعدما تم طردها من سكناتها من قبل البلدية بأمر من رئيسها الذي وعدهم بإخطار كل من السلطات المحلية ووالي ولاية العاصمة من أجل التدخل السريع لإيجاد حل لمشكلتهم العالقة، فهم يطالبون بتوفير شاليهات تأويهم بدل المبيت في الشارع، خاصة ونحن في فصل الشتاء، فالبناية لا تصلح إطلاقا للسكن، وهي مهددة بالانهيار في أي لحظة، خاصة وأن بعضهم لا يستطيع مغادرة المنازل بحكم كبر سنهم والمرض الذي يعانون منه· وحسب ما أكده سكان البناية ل ''الجزائر نيوز''، فإن العديد منهم يعانون من أمراض مزمنة خطيرة، والجميع مصاب بأمراض الربو والحساسية بسبب الرطوبة العالية بالبناية الهشة، فهناك عجوز أصيبت بمرض السل وتم إدخالها مستشفى بني مسوس، وهي حاليا عاجزة ولا تستطيع حتى مغادرة المنزل أو تحمّل المبيت في العراء داخل الخيمة التي أعطاها لهم شخص لمساعدتهم، وهي لا تسع سوى للنساء والأطفال، أما الرجال فهم يبيتون في العراء، بالإضافة إلى ذلك قال السكان إن البناية تم تصنيفها بعد زلزال 21 ماي 2003 في الخانة الحمراء من قبل المصالح التقنية لبلدية المقرية، إلا أنهم ظلوا يشغلونها، حتى أصبحت تهدد حياتهم بانهيار أجزاء من الأسقف· وعلى إثر ذلك قرروا الخروج إلى الشارع خوفا من وقوع كارثة قد يدفعون حياتهم ثمنا لذلك، إلا أن السلطات المحلية لم تحرك ساكنا، بترحيلهم إلى شاليهات· فحسب ما ذكرته العائلات المعنية، فإن الحماية المدنية التي عاينت المكان حذرتهم من البقاء بهذه البناية كونها غير صالحة للسكن، وبحكم أننا في فصل الشتاء -يقول هؤلاء- فإنهم متخوفون كثيرا من انهيار البناية بسبب تهاطل الأمطار أو هبوب رياح قوية· فبعد المعاناة التي عاشوها منذ سنوات عديدة في ظل انعدام أدنى المتطلبات، كيف يستطيع أكثر من 54 شخصا تحمّل العيش بشكل مشترك وفي غرفة منفردة يتزودون بالماء من حنفية واحدة ويشتركون في مرحاض واحد· وفي نفس السياق، أضافت سيدة أنهم عانوا كثيرا جراء انسداد قنوات الصرف التي تسببت لهم في حدوث كارثة·