''يتضمن، مسرح الطفل، أنماطا مختلفة كالمسرح الغنائي والعرائس والمسرح الدرامي وخيال الظل، لذلك يجب أن نراعي أثناء عملية التحضير، الكتابة والإخراج والتمثيل لأن خصوصية أطفال ما قبل التمدرس والمتمدرسين جمهور سريع التأثر ومن السهل إثارة مشاعره''·· حل، أول أمس، الهادي دني، أستاذ الفنون الدرامية ضيفا على فضاء ''صدى الأقلام'' حيث عرض آخر أعماله المسرحية ''الدعسوقة والبيضات الثلاثة''، وقد تطرق الكاتب خلال حديثه إلى الكتابة المسرحية عند الأطفال وأرجع ذلك النقص إلى انعدام المختصين في هذا المجال، كما تحدث في السياق ذاته عن المشهد المسرحي لدى الأطفال بالجزائر، ليؤكد أنه ضئيل وحتى إن وجد، فإنه لا يتماشى مع المقاييس العالمية لمسرح الطفل، لأن مسرح الطفل بالجزائر، كما أكد الأستاذ، خال من الدراسة السيكولوجية لدى الطفل الجزائري، خاصة وأنه يرى أن هذا الطفل يملك نضجا فكريا ومعرفيا يؤهله لأن يكون مميزا على غرار الأطفال الآخرين. كما تطرق، الهادي دني، إلى الوظيفة الحقيقية لمسرح الطفل والتي تتجسد في إيجاد الصيغ التربوية التي تهدف إلى غرس القيم الجيدة والأخلاق النبيلة، بالإضافة إلى خلق ما يسمى بالتسلية والمتعة في صنع الفرجة. أما بالنسبة لآخر أعماله المسرحية ''الدعسوقة والبيضات الثلاثة''يؤكد أنها خرجت عن مألوف الكتابة العادية حيث تقربت بصدق إلى الطفل الجزائري من خلال دراسة نفسيته والبيئة التي يعيش فيها، وقد مزج الكاتب في عمله المسرحي بين اللغة الفصحى والعامية، وهدفه من وراء ذلك إبراز جمالية الدارجة الجزائرية من أجل توظيفها في الرؤية الإخراجية. للإشارة، فإن الهادي دني كتب أكثر من مسرحية للأطفال لمدة عشرين سنة غير أنه لم يلق التشجيع من المخرجين المسرحيين لكي تجسد كتاباته على الخشبة· 5 أسئلة إلى: (كاتب المسرحية الهادي دني) بما أنك أستاذ في الفنون الدرامية ومهتم بالكتابة المسرحية للأطفال، كيف ترى واقع الكتابة المسرحية لهذه الفئة بالجزائر؟ الكتابة المسرحية للأطفال بالجزائر ضئيلة وتكاد تنعدم، وأرجع الأسباب إلى نقص عدد المختصين في هذا المجال لأن الكتابة للأطفال، حسب اعتقادي، ليست بالأمر الهين حيث أن هذه الأخيرة تقوم على مقاييس علمية، أهمها دراسة نفسية الطفل وقدراته، ولا بد من دراسة حتى البيئة التي نشاْ فيها، إلى جانب نقص التشجيع من الوزارة· برأيك، ماهي المقومات الأساسية للنهوض بمسرح الطفل؟ كثيرة جدا، أهمها توفير الإمكانيات المادية لأن مسرح الطفل يتطلب بالفعل إمكانيات ضخمة، سواء من ناحية الألبسة أو الديكور·· وذلك بهدف توصيل الرسالة بصدق، إلى جانب ذلك لا بد من فتح المجال للكتاب من أهل الاختصاص، كما يجب أن الإنفتاح على المسارح الأخرى، لكن مع المحافظة على اللمسة الجزائرية· ما هي المعايير التي يجب أن تراعى أثناء الكتابة المسرحية للطفل؟ مسرح الطفل يتضمن أنماطا مختلفة كالمسرح الغنائي والعرائس والمسرح الدرامي، لذلك يجب أن نراعي أثناء عملية التحضير للكتابة والإخراج والتمثيل، خصوصية الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الخامسة والرابعة عشر، وعليه أرى أنه على الذين يعملون في هذا النوع من المسرح أن يعرفوا أن الأطفال جمهور سريع التأثر، ومن السهل إثارة مشاعره وخياله، حيث نراه يعبر عن إحساسه بشكل منفعل من خلال حركات مباشرة وأصوات عالية إذ أن الأطفال سريعي الإندماج مع أبطال العرض· إلى أي مدى يؤثر مسرح الطفل في تكوين شخصيته؟ من مهام مسرح الطفل، إيجاد صيغة تربوية سليمة تهدف إلى غرس القيم الأخلاقية النبيلة، بالإضافة إلى تسليته وإمتاعه، حيث أن مسرح الطفل، مثلا يتناول مواضيع مختلفة يتم اختيارها وطرحها في الغالب ضمن قالب حكاية يعتمد على البساطة والمتعة والتشويق في الربط والتماسك في الفكرة الواحدة، وعليه فإن هذه الأخيرة تساعد في تكوين شخصية الطفل· مسرح الطفل يعتبر من أصعب التخصصات، كيف يمكن أن تكون الشخصيات فيه؟ يفترض في شخصيات مسرح الطفل أن تكون واضحة المعالم، وأيضا ذات مظهر محبب وممتع، إلى جانب ذلك يجب أن تتميز بالجرأة والذكاء والشجاعة وسرعة البديهة، وهذا ما قمت به في عملي، ويمكن القول أنه كلما ازداد نشاط الشخصية كثيرة الحركة داخل العرض المسرحي إزداد الإعجاب لدى الأطفال·