في مقال له في صحيفة ''إندبندنت'' كتب عضو الحزب الديمقراطي الليبرالي البريطاني، البارون أندرو فيليبس، أن الفلسطينيين لن ينعموا بالراحة في وقت تتمتع فيه إسرائيل بحصانتها المعهودة، وأنه على الغرب، الآن، أن يضع نصب عينيه عبء تصعيد العقوبات الاقتصادية والثقافية على إسرائيل. وقال، فيليبس، أن زيارته الثالثة لغزة خلال خمس سنوات ما زالت تقلب مواجع الشفقة والكآبة والغضب، الشفقة على يأس وقلة حيلة الفلسطينيين، والكآبة من مستقبلهم، والغضب من سياسات إسرائيل الساخرة وإفلاتها من العقوبة· وأضاف أن العلاقات بين إسرائيل وفلسطين ومصر معقدة ومتشابكة بطريقة غريبة، وأن هناك إصابات وأخطاء من كل الأطراف، ومخاوف متبادلة، فالرئاسة المصرية تخفي قلقها العميق من عدوى الشارع المصري بشعبية وعقيدة حماس، وتراث التاريخ اليهودي يكاد يعزز قلقا وراثيا، وفلسطينيوغزة يعيشون فزع اجتياح ثان· فقد، أزهق، الإجتياح الأول، قبل عام، أرواح 1400 فلسطيني (مقابل 13 قتيلا إسرائيليا)، وأصاب آلاف الجرحى· وكما رأينا، فقد محيت أو تضررت البنية التحتية الضعيفة أصلا ومعظم المصانع وكثير من المدارس والبنايات العامة وآلاف المنازل· إسرائيل تخدع نفسها بدبلوماسيتها المكيافيلية في الإعتقاد بأن أساليب ''فرق تسد'' والتشويش والمماطلة ستمكنها للأبد من عرقلة العدالة للفلسطينيين، وأيضا تحديها الدائم للأمم المتحدة يقوض شرعيتها وبعد حرب غزة جمعت الأممالمتحدة 5, 4مليارات دولار لإعادة الإعمار، لكن لم ينفق دولار واحد في هذا الاتجاه بسبب الحصار العقابي الذي تفرضه إسرائيل على بر وسماء وبحر غزة· وبعد أن كان شريان الحياة الوحيد لغزة يمر عبر الأنفاق تحت الحدود المصرية تم قطع هذا الشريان، وباكتمال هذا السيناريو يصير التطرف الزائد للفلسطينيين والمسلمين من الطبقة العاملة في أماكن أخرى أمرا لا مفر منه، حسب الكاتب، ويتولد معه المزيد من الإرهاب في الغرب والمحرك الأكبر له هو الإساءة التي تحدث في فلسطين· لقد صارت غزة أشبه بغيتو يضم 5,1 مليون شخص منبوذ، نصفهم دون سن ,18 و80 % عاطلون عن العمل، يقتاتون على غضبهم· ولا غرو أن 30 % منهم يريدون مغادرة هذا السجن· ويضيف ''ما يغيظني وآخرون كثر هو تبرير إسرائيل لتصرفاتها في فلسطين، وخاصة مزاعمها الأمنية، وكذلك احتلالها للضفة الغربية والقدس الشرقية وزيادة عدد المستوطنين هناك الذي يناهز نصف المليون الآن''·