قدمت فرقة البينين، أول أمس، مسرحية ''طبيب رغما عنه'' على ركح محي الدين بشطارزي، للمخرج وصاحب الاقتباس أيضا، لبير دالوقابن دين، عن نص الأديب الفرنسي، موليير، الذي صور قصة صراع بين رجل سكير وعنيف، وزوجته التي تنتهي في علاقتها معه إلى حل الانتقام كخلاص من العنف الممارس عليها· عرض ''طبيب رغما عنه''، التي أدى شخوصها كل من أرا ماريام من البنين، حاج أشتا من التشاد، مامان محمد من البينين، ساني موسى بوبكر من النيجر، رغبة جادة في تصوير وقائع الحياة الإفريقية على مستوى العلاقات الإنسانية، سيما بين الرجل والمرأة العلاقة الاستثنائية التي تظل الموضوع الأثير لدى كتاب الأدب والدراما على السواء· المسرحية وهي تعرض قصة الرجل الذي لا يتعامل مع زوجته إلا بالعنف، وهو العنف الذي كان سببا كافيا لأن تخوض زوجته ضده، حربا حتى تتخلص منه أو تخفف من العناء الجاثم على صدرها، لتهتدي في مخاض الحالة إلى خطة تبعده عنها، وهي إشاعة خبر مفاده أن زوجها طبيب وأنه يكاد يكون الوحيد القادر على شفاء ابنة الملك، التي صارت عاجزة عن النطق بعد مأساة قصة حب قوبلت بالرفض من طرف العائلة الملكية، التي تحتكم إلى أصول مغايرة في ارتباط أبنائها وبناتها في علاقات الزواج· المفارقة التي أمتعت جمهور، محي الدين بشطارزي، هي أن الرجل العنيف الذي تم توريطه على أنه طبيب وبعد العديد من محاولات الإنكار، راح يقتنع في النهاية بأنه فعلا طبيب ومعالج، نزولا عند إغراء المال، ليتقمص دور الطبيب كما يجب أن يكون، ولكنه راح يتعاون مع حبيب ابنة الملك قصد ربط العلاقة من جديد، بتواطؤ الفتاة التي تستعيد القدرة على الكلام التي لم تفقدها قبل ذلك أصلا· مسرحية ''طبيب رغما عنه'' البسيط سينوغرافيا، والمعتمد على حبك الحكاية والآداء المتقن، ينتهي بموافقة الملك على زواج ابنته من حبيبها، واستطاع المخرج تصوير الانتصار للحياة بهذه النهاية السعيدة التي تختصر في النهاية بكثير من الرمزية والاسقاطات، اعتبارا بأن النص مقتبس من الراهن الافريقي، الذي مازال يعيش مخاض الرغبة في الانبعاث والخلاص من الكثير من العادات والتقاليد التي تحول دون نهضته وسعادته·