حاولت أن أكبح جماح الكتابة في هذا الموضوع، لأنه ليس من شأن الكبار التعليق على كل ما يقوم به الصغار، لكن خشيتنا أن ندفع ثمن تصابي الكبار، فيُقلّل من شأننا لأننا وإياهم في مركب واحد، جعلني أحاول تخصيص أسطر زهيدة لهذا الموضوع.. لأنه بكل بساطة يتعلق - كما هو موضح في العنوان - برسوم متحركة في قالب "علمي"، ولقد تعوّدنا أن لا يتجاوز التسلي بوقائع رسوم "مضحكة" أكثر من خمس دقائق ؟!!.. لذلك ليعذرني القارئ الكريم إن أخذ إطلاعه على هذا المقال أكثر من ذلك الوقت.. فقد أقيمت وتقام "كرنفالات" باسم "ملتقيات علمية" وكلها بعنوان "دولي" على حساب سمعة الجامعة وقداسة البحث العلمي، في شكل مضحكٍ لهواة التفرّج والتصفيق المثير؟!.. مُغرٍ لهواة التصوير والتلذذ بمأكولات "الأمير"؟!.. ومتواطئٍ مع هواة "كرتونات المشاركة" والآمرين بالصرف على طريقة "التبذير"؟!.. لكنه مُبكٍ مفجع لذوي الألباب والتدبير.. وبغض النظر عن الوجه "الدرامي" لتلك التظاهرات "الكرتونية"؛ كونها حِكرٌ على العميد و نائبه وجنودهما - على الأقل في كليات معينة - لأنهم يعتبرونها حقاً لهم، على غرار سيارات الخدمة المقتناة باسم كلياتهم والتي أمضوا بأيديهم على ظهور فواتيرها ولم يتمتعوا لحد الساعة بها، مثلما يحتكرون الهيئات المسمّاة "علمية" ويُسخّرونها هم وصغارهم - قيد التدريب - لانتقاماتهم "الشخصانية" وتطلعاتهم "الطفولية"، حتى لتصفية الحسابات مع أحفادهم الطلبة - نتيجة فارق السن - ليدخلوا في "الصف" !!.. وبغض النظر عن خرقهم القوانين التي سنُّوها والشروط التي فرضوها لعرقلة تظاهرات سابقة "اشتموا" فيها - وهذا طبيعي لتطوّر حاسة الشم لديهم - عبق النزاهة العلمية، لأنها لم ولن تتواطأ مع تطلعاتهم "التزويرية" لشهادات المشاركات.. وطموحاتهم "التبذيرية" للأموال والمخصصات.. وبغض النظر أيضاً عن لبسهم جُبة الشرفاء، واستعمالهم تعابير وطريقة تحرير النزهاء -بعدما تعلّموا منهم ثقافة الخطاب وقد كانوا في رعونتهم الشفوية منها خواء- وذلك لضرب خصومهم المتشاكسون معهم في المناصب والمسؤوليات، ولم ينتبهوا أنّ رائحة الحقد الدفين، ونتانة الشر القديم، تُشتمّان – حتى عند من أرادوا تضليلهم - في خطاباتهم العار، "المجهول-المعلوم" أصحابها المتسترين "بالعجار"، الذين يدّعون الودّ "للجار".. بغضّ النظر عن ذلك كلّه؛ أسوق لكم - بعيدا عن هذه الدراما - بعض المشاهد المضحكة في مثل هذه "الرسومات" التي تفرّجنا على بعضها السنة الماضية، وسوف نتفرّج على بعضها الآخر قريباً، إذا صحّ ما وعدنا به أبطالها: "سنعود بعد قليل..": - مشهد الإعلان عن "ملتقى" في موقع إحدى الكليات وما يحمل من ركاكة في الأسلوب (يهدف هذا الملتقى الدولي بشكل أساسي إلى تحقيق الأهداف التالية ؟؟!!.. يناقش هذا الملتقى الدولي بشكل أساسي المحاور التالية؟؟!!.. وكأنهم غير مصدقين لصفة "الدولية" لأنهم متأكدين بأنها دولية ورقية في العالم الافتراضي) مما يُنمّ عن "سلخ" بل "سرقة على المكشوف" لفقرات بأكملها من تظاهرات سابقة (إن لم تستح فأفعل ما شئت)؛ حيث لم يتسع وقت منظمي التظاهرة الدكاترة "العظام" ولا صغارهم المعروفين ب"تكديد" ما تبقى من "عظام" لصياغة أهداف التظاهرة، فتم نقلها على الهواء مباشرة من مداخلة أستاذة من جامعة البويرة تحت عنوان: أثر الإفصاح وفق معايير المحاسبة الدولية على جودة المعلومة المحاسبية، قدمتها ضمن أعمال الملتقى الدولي الثالث حول: آليات تطبيق النظام المحاسبي المالي الجزائري ومطابقته مع معايير المحاسبة الدولية وتأثيره على جودة المعلومة المحاسبية، من تنظيم كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير جامعة الوادي، لأنهم تعوّدوا - والطبع يغلب التطبّع - سلخ أطروحاتهم ومنشوراتهم ومشاركاتهم "العلمية" وحتى ما يُسمّونه حصائل مشروعاتهم "البحثية"، دون أن أنسى سلخ رسائل الشرفاء.. وعن جهل حتى في الاستخدام غير الشريف لأسلوب "قص-لصق"!!.. والغريب في الأمر أنهم في الحلقة السابقة من الرسوم "الدولية" (الملتقى الدولي 2015) عابوا على أحد المنتقدين لركاكة الديباجة بأنه مجرد أستاذ مساعد ولا يجوز التعليق على جهد الدكاترة، فإذا بهم "يسلخون" جهد أستاذة مساعدة وهم الدكاترة "العظام" ؟!!.. ولأنه من المنطقي أن يعاد بث "الرسوم المتحركة" الواحدة في أكثر من قناة أطفال (الوادي، البويرة،...) فإنه من غير المسموح أن يتم ذلك دون شراء حقوق البث... - مشهد الآجال "الغريبة" وتعارضها المنطقي مع "دولية" بعض التظاهرات المزعومة، مما يوحي بأنه ملتقى من "ورق" على شكل "أفلام الكرتون" الخاطفة، مثلما يوحي بأنه ملتقى "افتراضي" على وزن " Jeux en Réseau "!!.. - مشهد رئيس أحد تلك الملتقيات "الدولية" وهو يترجى (يحلّل) أحد الأساتذة لجلب وزير القطاع سابقاً، ليضفي الشرعية على "رسومه" فيقلبها خبراً طازجاً في نشرة الثامنة، وحدثاً محلياً ضمن المواعيد الإخبارية في إذاعة الجلفة ؟!!.. مثلما فعل آخرون حينما نظّم ندوة ب"نفحته" دون المرور بالهيئات المسماة "علمية"، وبرعاية نفقات النشاطات "العلمية" - التي حرمت منها مبادرات أكثر جدية وأوفق لإشكاليات المرحلة - حينما استقدموا وزيراً "سابقاً" للحديث عن موضوع "صابح" تناول تعريفات لفظتها أجهزة الكمبيوتر المنتهية صلاحيتها بانتهاء عهد " Win98" (على غرار التحول منGAAT إلى OMC ؟!!..) مخيبين آمال الباحثين المفترض فيهم تخصصي التجارة والاقتصاد، وناسفين أحلامهم في التطلّع للتعرّف - بعيدا عن تزييف الإعلام - على أغوار تجربة الوزير في قطاع حيوي وفي مرحلة إقتصادية حرجة .. - مشهد الحضور في إحدى تلك الملتقيات "الدولية" المكوّن من ثلاث دكاترة من خارج الكلية – من خارج "الدشرة" وليس من خارج الوطن – ليس بصفتهم مشاركين ولا أعضاء اللجنة العلمية، ولكن بصفة "ضيوف" - وعلينا أن نعترف لهم بالإبداع في هذه الصفة النشاز - لا لشيء إلاّ لكون أولئك الضيوف يشرفون أو أشرفوا على بعض المنظّمين وأعوانهم في تلك التظاهرة "السرّية" التي نُسجت خيوطها المغشوشة بعيداً عن ضوء الهيئات العلمية وتعفّنت رائحتها الكريهة في غياب هواء مساهمة جميع الشركاء !!.. - مشهد استهلاك قرابة (90 مليون سنتيم) لملتقى دولي أُستعملت فيه غرفتان في "الأمير".. ووجبات "معكرونة" لإكرام الضيوف الإفتراضيين.. لأنّ الضيوف الثلاثة تم إكرامهم "بالشواء" باشتراكات تقاسمها مضيفوهم و"صغارهم" على سبيل التضامن !!.. - والمشهد الأكثر منه سُخرية.. مشهد "اللهث" لاستهلاك قرابة (90 مليون سنتيم) أخرى قبل 31/12/2016، ليحاسب أولئك البارعون باستهلاك ميزانية التظاهرات.. في الوقت الذي تحاول فيه الوصاية ترشيد النفقات غير الضرورية، فما بالك بنفقات وهمية، ل"كرنفالات" تتورّع عن التورّط فيها حتى المنظمات التي يصفونها هم - وقد كانوا يستخدمونها ولا يزالون - بالأكثر انتهازية ؟!!.. - مشهد شهادات المشاركة التي وُزّعت قبل وأثناء ولا تزال تُوزّع لشراء ذمم الأساتذة المتعطشين لملء ال (CV) وما أكثرهم.. رغم أنهم لم يُداخلوا ولا يعرف أكثرهم أين جرى وحول ماذا الملتقى المذكور ؟!.. بل يعرف فقط أنّ تقبيل رؤوس المنظمين بل وأيديهم (الحاج، الدكتور، المعلم، الشيخ،.. وغيرها من عبارات التشدق والتملق، المليئة بحروف الهف واللف) هو وحده من لا يفوّت عليه مثل تلك الفرص "العلمية"، لأنّ هؤلاء المنظمين لا يقصون أحدا شارك أم لم يشارك بل يصرّحون هم وصغارهم بذلك في أروقة الكلية!!.. - مشهد شهادات "عضو اللجنة العلمية"، التي يهديها أصحاب تلك "الأفلام الكرتونية" لأبطال وهميّين لا تربطهم بالتظاهرة أية صلة، ولم يحكّموا أيًّا من مداخلاتها.. والمضحك فعلاً أنّ 90٪ منهم لا يعرف أنّ إسمه مدرج ضمنها، ليتفاجأ ب"كرتونة" "مذهّبة" تصله بضمان خدمة توصيل الطلبات دون أن يطلبها أصلاً !!.. - مشهد التوصيات، وقد تقاسمها من أفاق في آخر لحظة من الوقت بدل الضائع من التظاهرة، ليلتقطوا فتات ما تركهم لهم رؤساء الجلسات وأصحاب السعادة المحظوظين بالتصوير على المنصة.. لتكتمل "الرقصة".. وتنتهي "القصّة".. وتظهر فجأة على الشاشة " Game Over ".. سنعود بعد قليل.. بل في أقرب فرصة..