متوهّج هو الفن، بأشكاله وألوانه، بمدينة حاسي بحبح الولّادة، إذ كان وما زال على قيد اللّمعان. ها هي ذي المسابقة الإبداعية الأخيرة التي أقيمت بمكتبة "نورة بن يعقوب" بإشراف مكتب النشاطات تثبت، مرة أخرى، تفوّق هذا الفن، وبكفاءة، في هذه البقعة الصغيرة المهملة من هذا الوطن الكبير. المسابقة، سالفة الذكر، عنيت بالقصّة القصيرة أولا، وبالرسم والأنشودة ثانيا، حيث شملت الأطوار الثلاثة: الابتدائية، والمتوسطّة والثانوية، من تأطير وتحكيم مجموعة من الشباب المبدع، والفكرة من إعداد وتفعيل وتنشيط صاحبها الأستاذ مختار مغربي، هذا الشاب الذي عمل ويعمل بدأب منذ سنوات خلت، على تحريك الفعل الثقافي بالمدينة، إذ أشرف على الكثير من النشاطات الثقافيّة في بيته وفي المكتبة وفي الفضاءات المتاحة. يفعل ذلك من نفقته، فمن وقته وجهده منح الكثير في سبيل خدمة الكلمة الحيّة والحرّة. إنه أحد أهم الناشطين، ثقافيا وأدبيا، في مدينة حاسي بحبح. هذه المسابقة الإبداعية التي شملت الأجناس الثلاثة عرفت تنافسا حميما جميلا وطيّبا بين الطلبة. الأعمال المشاركة كانت مشرّفة للغاية وتشي بموهبة حقيقية للكثير من المشاركين، وذلك بالرغم من قلّتها، إذ لم يتح للكثيرين الالتحاق بالمسابقة، والأمر راجع إلى ضيق فترة الإعلان وعدم تمكين الكثير من التلاميذ في المؤسسات التربية للأطوار الثلاثة من المشاركة. غير أن هذه المسابقة، بالمجمل، كانت ناجحة ولقيت صدى كبيرا بين التلاميذ وأوليائهم الذين شاركوا أبناءهم الفرحة والبهجة، حيث قدّم الأولياء بأنفسهم الجوائز إلى أبنائهم المتوّجين، في جوّ حميم وبهيج، جمع طاقم المكتبة بلجنة التحكيم وبالمتوجين وأوليائهم وبالضيوف من مختلف المشارب، إذ من بينهم بعض كتاب القصة القصيرة في بلدتنا، وكان حضورهم محفزا ومشجعا للكتاب المشاركين الذين على الطريق، على أمل أن تستمرّ دائما مثل هذه المسابقات، وهذا بالضبط ما قالته إحدى المتسابقات بعد أن تفاعلت بحماسة مع حفل التتويج وألقت كلمتها متمنية لو أن مثل هذه المسابقات الإبداعية تستمر دائما، كما تحسّرت، في السياق، على أنها نادرة الحدوث. كما احتضنت المكتبة، مساء أمس الخميس، أمسية في الشعر الشعبي من تنشيط الشاعر الشعبي محمد بهناس وحضور ثلة من شعراء ولاية الجلفة. فكانت القصيدة الشعبية مع أجيال من الصادحين بها خصوصا من جيل الشباب مما يفتح الباب على التفاؤل بمستقبل الشعر الملحون. طاقم المكتبة بكامل عماله من السيّد الحاجب إلى المدير الأستاذ "عامر خذير" لم يبخل بما يملك من فضاء ومن يد عاملة ومن المشاركة يدا بيد في إنجاح هذه النشاطات، إذ إن مكتبة "نورة بن يعقوب" عرفت بمدينة حاسي بحبح بنشاطاتها الدؤوبة في كل المجالات. إنها متنفّس المدينة الكبير، حيث قلّة الفضاءات الترفيهية وربما انعدامها في هذه البلدة الكبيرة بمبدعيها، جعل من المكتبة منارة ووجهة لأكثر محبّي الثقافة والفكر والأدب والشعر والفن عموما. صور من المسابقة الإبداعية صور من أمسية الشعر الشعبي