بعد مرحلة الإنتحار غرقا بعرض البحر الذي حول أجساد شبابنا إلى طعام للحوت و للسردين الذي انتقم منا شر انتقام و هو ينهش أجساد أبنائنا، بعدما كنا نتلذذ بطعمه معلبا تحولت اللعبة و أضحى التعليب يحوي لحم شبابنا داخل السفن و المراكب و يرمى لحمهم طريا للحم الطري؟؟ و "الحوت جاه عشاه".. ها نحن ندخل مرحلة الإنتحار حرقا و تتحول أجساد شبابنا حطبا للنار، أمام الملأ و أمام كاميرات العالم، فهذا الشاب أو ذاك سنسأل عنه يوم القيامة سواء كنا مسؤولين أو مواطنين، منتخبين أو إداريين، صحافيين أو محامين، تجار أو مشترين، سنجد أنفسنا كلنا مسؤولين رغبنا في ذلك أو أبينا. فالشاب الذي يقدم على إشعال النار في جسده يأسا و حنقا على أوضاعه الإجتماعية، هذا إنسان لا يلعب بالنار بل لعبت نار الحاجة بقلبه و وجد الباب موصدا و أوحى له ألمه، و وجد الأعين ترمقه باحتقار فأوحى له ألمه، و وجد أمه أو زوجته أو ابنته أو ابنه يرمقونه بنظرة المستجدي و هو لا يحرك ساكنا فأوحى له ألمه.. و لم يجد من على الأقل يصغي إليه و يحس بأوجاعه و آلامه، فالأذن التي تحسن الإصغاء قد تحل آلاف المشاكل العالقة و هي التي تجعل اللسان ينطق بالحق و يقول "أن رحمة ربي واسعة" و لم يخلقنا الله عبثا و لم يخلقنا ليعذبنا في الدنيا التي وصفها خالقها و ما أدراك من خالقها بأنها لا تساوي جناح بعوضة، فهل منا من استوقف يوما بعوضة ليتأمل في جناحها؟؟. و هنا أريد توجيه صرخة من قلب شاب يعشق وطنه و يعشق شعب وطنه إلى هذا الشاب الشجاع الجريئ الأريب الذي لديه كل هذه الشجاعة لإحراق نفسه، إننا نحتاج لشجاعتك و إن فعلتك هذه حرام مهما بلغ بك ألم الحياة و ضنك العيش،فاستعن بشجاعتك هذه على الصبر و تفاءل فربك لم يخلقك عبثا، فأن تتألم في الدنيا خير من أن تتألم في الآخرة و تقف بين يدي ربك و يسألك "ما لك يا عبدي عاجلتني بنفسك.."؟؟، و اسأل نفسي و معها كل الشباب أين نحن من وصايا الشيخ الإبراهيمي الذي أراد كل شاب منا سميدع أريب؟؟، و أين نحن من ذلك الوصف الذي اشتهر به الجزائري بأنه صاحب قوة نفسية و ذهنية لا تقهر. إننا نعلم انه ما زاد الغناء الفاحش في جهة إلا زادت حدة الفقر بالجهة الأخرى، و على مسؤولينا التحلي بالوطنية و أن يتمتعوا بها في إفراح الشعب و الشباب و النظر إلى مشاكله، و البحث عن حلول جذرية لا مسكنات ألم، فإن توفر خوف الله و توفرت الإرادة و الإخلاص و حب الوطن فحتما سنصل إلى الحلول