"بقدرة السميع العليم هذي الجلفة حاسبوني بيها غدوة ... الجلفة تستاهل عاصمة من العواصم ... ولما نقول عاصمة معناها المستشفى الجامعي شيء مفروغ منو ... كلية الطب شيء مفروغ منو ... الصيدلة شيء مفروغ منو ... الطريق السيار شرق-غرب شيء مفروغ منو ... ماهيش وعود انتخابية" ... هذه الوعود أطلقها الرئيس المنتخب السيد عبد المجيد تبون في حملته الانتخابية لما حلّ بمدينة الجلفة في تجمع انتخابي يوم الثلاثاء 03 ديسمبر 2020. وتعكس تلك الوعود أن المترشح تبون آنذاك قد وجد من ألقى في روعه أن الجلفة ترفع مطالب لفتح كلية الطب والمستشفى الجامعي ... والحقيقة هي أن هذه المطالب لطالما شكلت مادة دسمة لحملات إعلامية ومطالب المجتمع الجلفاوي في شتى المناسبات منذ سنة 2008 على الأقل ووصولا الى المحطات التي سبقت حراك 22 فبراير ولعل آخرها المظاهرات الضخمة ليوم الأحد 29 جويلية 2018 إثر وفاة العقيد أحمد بن شريف ويومها رُفعت عريضة مطالب مفصلة ... وقد جاءت زيارة وزير الصحة الفجائية الى عاصمة السهوب لتضفي مزيدا من الوعود الجديدة. فنجد البروفيسور عبد الرحمن بن بوزيد يقدم وعدا غامضا بتصريحين متضاربين بتوفير جهاز تحليل كوفيد ... تارة بنهاية الأسبوع الحالي وتارة أخرى بنهاية الشهر الجاري ... والأسوء من ذلك أنه لم يقدم تاريخا محددا لافتتاح مخبر كوفيد ولم يتحدث عن الموارد البشرية لتسيير هذا المخبر!! ... بل وأردف على ذلك بسلسلة وعود غامضة وتصريحات مبهمة عن مستشفيي البيرين ودار الشيوخ دون تقديم تاريخ محدد لافتتاحهما ... دون نسيان المصير الغامض لمشروعي مستشفيي طب الأطفال 500 سرير وطب الأمراض العقلية 120 سرير المخصص لهما علاف مالي للدراسة المعمارية بموجب ميزانية الدولة لسنة 2015 ... ويُضاف الى كل ذلك مشاريع توسعة مستشفيات عين وسارة وحاسي بحبح ومسعد بقدرة 120 سرير جديد لكل منها وإطلاق مشاريع دراسة 05 مستشفيات 60 سرير بكل من عين الإبل وحد السحاري وفيض البطمة والشارف وسيدي لعجال ... وهكذا وبالعودة إلى مشروع الرئيس المتمثل في مركز علاج السرطان فإننا نجد أن بن بوزيد لم يقدم تاريخا مضبوطا عن زيارته القادمة إلى ولاية الجلفة لوضع حجر أساس مركز علاج السرطان الذي يشاع أنه أسند إلى شركة كوسيدار أو إلى شركة صينية!! ويشعر الجلفاويون هذه الأيام بحالة كبيرة من الحقرة والتهميش ارتفعت معها حالة الاحتقان والغضب. ويأتي مشروع فتح مخبر كوفيد كعامل احتقان لأن اللجنة الخاصة به قد حلت بعاصمة السهوب يوم 28 آفريل وتم توفير 80% من تجهيزاته من طرف جامعة الجلفة بينما والي الولاية، بن عمر محمد، تعهد بتوفير المبلغ المطلوب لاقتناء 20% المتبقية ... ومنذ ذلك الحين لم يظهر أي جديد وسط اتهامات ضد الوالي بعدم السعي لتنفيذ تعهداته ... يحدث كل ذلك في ظل الرقم المفاجئ للرأي العام الذي حملته زيارة وزير الصحة وهو ان ولاية الجلفة بها 1657 حالة كوفيد إيجابية وليس 390 كما تصرح اللجنة الوزارية المركزية!! ... والأسوء من ذلك كله هو أن فترة انتظار وصول نتائج تحاليل كوفيد 19 قد وصلت الى 22 يوما وهي لا تقل في أحسن الأحوال عن 04 أيام!! وهكذا سيجد وباء كوفيد 19، أو أي وباء آخر مهما كان بسيطا، الأرضية الخصبة لينتشر ويُسبب مشكلا للصحة العمومية بعاصمة السهوب ... ليس لأنها الرابعة ديمغرافيا أو أنها همزة الوصل أي بكثافة مرورية عالية أو لأنها الأولى وطنيا من حيث الحدود مع 09 ولايات ... بل يعود كل ذلك إلى غياب منظومة صحية متكاملة بأكبر ولاية سهبية من حيث التكوين الطبي الجامعي والتكوين شبه الطبي في معهد وطني وتكوين القابلات ورفع التجميد عن المستشفيات ... وهذه المطالب كلها كانت محل وعود من طرف بوتفليقة ووزرائه طيلة 20 سنة الماضية وكان من نتائجها أن انفجر الحراك الجلفاوي 06 أشهر قبل حراك الجزائريين وبسببه تم إقالة واليين من ولاته وهُما "قنفاف حمانة" و"توفيق الضيف" لأنهما لم يكونا في مستوى آمال الجلفاويين ... وحريّ هنا التذكير بوعد وزير التعليم العالي السابق رشيد حراوبية وعبد المالك بوضياف والطاهر حجار وعبد العزيز بوتفليقة بشان المستشفى الجامعي بالجلفة ... ليُضاف إليها الوعد الخامس من طرف رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون ... ويأمل الجلفاويون أن يستجيب الرئيس لمطلب المستشفى الجامعي مثلما استجاب لمطلب رفع التجميد عن مركز علاج السرطان ... وقد نشرت "الجلفة إنفو" عدة تحقيقات صحفية حول مطلب المستشفى الجامعي وأن نواته متوفرة حسب مقتضيات المرسوم التنفيذي 97-467 المؤرخ في 02 ديسمبر 1997 والمتضمن تحديد قواعد انشاء المراكز الاستشفائية الجامعية وتنظيمها وسيرها". حيث تشير المادة 08 منه الى أنه "يمكن أن تُعتمَد هياكل القطاع الصحي حسب كيفيات يتم تحديدها بقرار مشترك بين الوزير المكلف بالصحة والوزير المكلف بالتعليم العالي لضمن نشاطات استشفائية جامعية". وعاصمة ولاية الجلفة تتوفر على مؤسستين استشفائيتين متخصصتين وهما "مستشفى طب العيون" و"مستشفى الأم والطفل" و"مستشفى محاد عبد القادر 320 سرير" والمستشفى المختلط يضاف إليها مشروع مركز علاج السرطان 140 سرير. أما من ناحية التكوين شبه الطبي فقد كان هو الآخر محل وعد من طرف وزير الصحة والسكان السابق عبد المالك بوضياف بترقية مدرسة التكوين شبه الطبي الجديدة "600 مقعد بيداغوجي"، بالقطب الحضري بحرارة، الى معهد عالي للتكوين شبه الطبي الذي سيكون على عاتقه تكوين حملة شهادة الباكالوريا في سلك ممرضي الدولة من شتى التخصصات الجراحية والمخبرية والعيادية لتغطية العجز الكبير في هذا المضمار. وفي ظل هذا الوضع المتردي لقطاع الصحة يسترجع الجلفاويون وعد تبون قبل 07 أشهر من الآن حين قال "عارف بلّي راكم معمرين معمرين معمرين بزّاف ... مشاكلكم كثيرة ... إن شاء الله إذا قدّر ربي ... راني نرجع ليكم إن شاء الله ... ونرجّع لكم الخير خيرين ... نعطيكم وعد رجل للرجال نرجع ليكم في زيارة رسمية". فيديو لوعود المترشح الرئيس عبد المجيد تبون أثناء الحملة الانتخابية بالجلفة
منحنى يبرز تصاعد عدد الحالات المؤكدة المصابة بفيروس كورونا منذ بداية الجائحة بولاية الجلفة