خلفت اشاعات إنهاء مهام مدير التربية لولاية الجلفة من منصبه مؤخرا ردود أفعال متباينة وأظهرت حجم ما يعانيه قطاع التربية من تجاذبات تحكمها مصالح معينة بين رافض للمدير ومؤيد له. ورغم كل ما قدّمه منذ مجيئه في محاولة للتغيير نحو الأفضل من خلال تنحية بعض الرؤوس التي ساهمت بشكل كبير في تدهور القطاع والتي عمرت طويلا، والدفع ببعض الوجوه لتولي مسؤولية عدد من المصالح بحثا عن الكفاءة وإعادة القاطرة إلى السكة الصحيحة، مع سعيه لمعالجة جملة من المشاكل العالقة والتكفل بها بالشكل الأمثل خدمة لمنتسبي القطاع، غير أن مدير التربية اصطدم بواقع صعب، جعله في موقف لا يحسد عليه. وتكمن صعوبة عمل مدير التربية في كونه وجد نفسه وحيدا أمام عديد الجبهات التي يصعب معها المضي قدما نحو تحقيق إصلاحاته المفترضة. فمن فتحه لملف التسخيرات الذي لم يُعلن عن نتائجه لغاية اليوم بسبب تكتل العديد من أصحاب المصالح والمنتفعين الذين عرقلوا العملية، إلى ملف الخرائط الذي يبقى يثير اهتمام الكثير من الجهات التي تسعى جاهدة للمسك بزمامه وإدارته بطريقتها الخاصة خدمة لمصالح معينة، دون الحديث عن عدد من المصالح والمكاتب بالمديرية التي تسيل لعاب الكثيرين من داخل القطاع ومن خارجه. وليس حال النقابات بمنأى عما يدور بمبنى مديرية التربية، فرغم ابتعاد بعض النقابات عن الصراع والتزام الحياد، شكّل اصطدام مدير التربية بإحدى النقابات نقطة تحوّل في طريقة عمله من خلال تعامله مع نقابات أخرى لخلق التوزان وهو ما انعكس سلبا على عمله، خاصة وأن صورة بعض منتسبي هاته النقابات مهزوزة أمام أغلب عمال القطاع، الأمر الذي يجعله أمام خيارات صعبة، هذا، إضافة إلى تمكن عدد من الغرباء والمتقاعدين والأساتذة غير المسخرين من العمل ببعض مكاتب المديرية وتسييرهم للعديد من الملفات كما هو الحال مع مكتب التعليم الابتدائي والثانوي ومكاتب أخرى، ليصبحوا محل حديث العام والخاص، وأمام أنظار المسؤول الأول على القطاع. ولا شك أن وضع مدير التربية في عين الإعصار لم يكن صدفة نظرا لإزاحته وقطعه الطريق أمام عدد من المموّنين والمتنفذين الذين كانوا إلى وقت قريب -حسب بعض العارفين بخبايا المديرية- يستحوذون على أغلب صفقات القطاع الأكبر بالولاية، ما جعل بعضهم ينقل الصراع إلى مبنى وزارة التربية، محاولة منهم لتغليط و تأليب الوصاية ضد مدير التربية و من ثم الانطلاق في عملية الترويج ونشر الاشاعات بإنهاء مهامه. وفي خضم هاته التجاذبات ورغم صورة مدير التربية الذي قالها في عديد المناسبات بأنه جاء لمحاولة الإصلاح ولسان حاله يقول "ليس لديّ ما أخسره"، يبقى قطاع التربية بولاية الجلفة يعاني الكثير، وواقعه المؤلم يتحمل مسؤوليته أبناء الجلفة وفقط، سواء بقي "نجم الدين حامة" أو غادر، فلا بقاء لوافد كما يقتضي حال الزمن. و يجدر بنا في الأخير أن نتساءل هل يعلم الوزير حجم النكبة التي يعيشها قطاع التربية بالولاية و المرض المزمن الذي امتد لسنوات؟ و الذي من بين أهم أسبابه صراعات أصحاب المصالح وكذا الضغوط الممارسة من بعض اللوبيات، و تسلّط بعض المحسوبين على القطاع و جشع بعض المتآمرين الذين لا همّ لهم سوى مصالحهم الخاصة و آخر اهتماماتهم العملية التعليمية ومصلحة التلميذ. للبقاء على اطلاع دائم بالأخبار عبر جريدتكم "الجلفة إنفو" الإلكترونية و تلقي الإشعارات، قم بتحميل تطبيق الجلفة انفو