أكد وزير العدل حافظ الأختام "الطيب بلعيز" على ضرورة تأهيل المساجين والمساهمة في رفع معنوياتهم ليشعر هؤلاء بالانتماء وبأنهم أشخاص مرغوب في إدماجهم في المجتمع مشيرا الى أنه إذا كان النزلاء يقصد المحبوسين أخطئوا في يوم ما ثم فقدوا حريتهم فإنهم لن يفقدوا حقوقهم واحترامهم كمواطنين جزائريين مثلهم مثل البقية جاء ذلك ردا على سؤال احد الصحفيين بخصوص استخراج صحيفة السوابق العدلية رقم " 03" ، ولدى حديثه الى بعض من السجناء بالمؤسسة العقابية التي تم استحداثها مؤخرا بمدينة عين وسارة دعا الوزير الجميع الى المساهمة في بناء الوطن من خلال ما يتعلمونه أثناء مدة الحبس مؤكدا أن الوطن لن يتخلى عن أبنائه في كل الأحوال انما ينتظر مساهمتهم في البناء والتشييد ، الوزير أكد أيضا على أن الجزائر نالت حظها في توفير حقوق الإنسان داخل المؤسسات العقابية حيث شارك 3400 سجين في امتحان شهادة البكالوريا لهذه السنة ومثلهم في شهادة التعليم المتوسط مضيفا "أننا نعتز كجزائريين بتوفير حقوق الإنسان في مؤسساتنا العقابية " أما فيما يتعلق بمشكل الاكتظاظ فقد أكد بلعيز على أن الجزائر لن تعرف الاكتظاظ في السجون لمدة 30 سنة بمجرد استلام المؤسسات العقابية الباقية... وكان وزير العدل حافظ الأختام قد قام بزيارة عمل وتفقد أمس الخميس إلى مؤسسة إعادة التربية التي تم إنشائها مؤخرا بمدينة عين وسارة في اطار البرنامج الاستعجالي الذي يتضمن انجاز 13 مؤسسة عقابية بطاقة استيعاب اجمالية تقدر ب 19000 مكان ، رفقة كلا من رئيس اللجنة الوطنية لتعزيز وحماية حقوق الإنسان " فاروق قسنطيني " و السيد "مامادو مباي" المنسق المقيم للأمم المتحدةبالجزائر حيث طافوا بمختلف أجنحة المؤسسة التي تتسع ل 2000 مكان على مساحة تقدر ب 20 هكتار ،والتي تم استحداثها وفقا لمقتضيات القانون الجديد الصادر في فبراير 2005 المتضمن قانون تنظيم السجون واعادة ادماج المحبوسين ، وكذا المعايير المعمول بها دوليا حيث توفر 09 م2 للمحبوس الواحد على غرار مؤسستي ولايتي البرج وبجاية ، المؤسسة أنجزت بكيفية تتضمن الفصل مابين مخالف فئات المحبوسين تماشيا مع متطلبات علم العقاب وأساليب العلاج من الجريمة ولتفادي تأثير المساجين العائدين على المبتدئين ، لذا فقد تضمنت 05 أجنحة مستقلة للحبس تتعلق بالأمن المشدد و الأمن المتوسط والأمن العادي و أجنحة للنساء وأخرى للأحداث . كما تتوفر المؤسسة أيضا على جناح صحي مستقل عن بقية الأجنحة يتضمن المعدات والأجهزة الطبية اللازمة للفحص والتحاليل ومكان عمل للمارسين بمختلف تخصصاتهم ، كالطب العام ، جراحة الأسنان المختصون النفسانيون العياديون بالاضافة الى محلات للتعليم العام والتكوين المهني ، موجهة لتكوين وتعليم ثلثي المحبوسين المتواجدين بالمؤسسة على مرحلة واحدة وذلك بقصد تسيير المهام التربوية والاصلاحية لادارة المؤسسة كما توجد بها أيضا فضاءات للتربية البدنية والترقية الفكرية والذهنية ( كقاعة لمختلف النشاطات وملاعب رياضية ومكتبة وورشات للنشاطات الفكرية والعلمية وهياكل مخصصة لمختلف الخدمات ) مع توفر شروط الأمن ، تجدر الاشارة الى انه تم ربط هذه المؤسسة العقابية عبر شبكة الساتل ، بالإدارة المركزية والمديرية العامة لادارة السجون واعادة الادماج وتم وضع نظام للتسيير الالي ومتابعة فئة المحبوسين لتحديد مسار كل سجين وظروف حبسه ، ومتابعة سلوكه أثناء فترة تواجده بالمؤسسة الى غاية إطلاق سراحه، من ناحية اخرى نفى وزير العدل التهم المنسوبة الى الجزائر التي وردت في تقرير الخارجية الأمريكية المتعلقة "بالمتاجرة بالبشر " عبر ما تسمى بظاهرة " الحرقة" وقال الوزير لمراسل قناة " العربية" في صياغة النفي والتعجب أن التقرير الرسمي لم يصلني بعد وأن الحكومة ستنظر في هذا الأمر .