الشيخ سي حسن نعاس بن سي علي ودعت بلدية دار الشيوخ الخميس 8 سبتمبر الجاري أحد شيوخها الذين صنعوا تاريخها وهو الشيخ سي حسن نعاس بن علي بن الشيخ عبد الرحمان النعاس من مواليد 1922 من عرش أولاد بو عبدالله فرقة أولاد العقون، وهو من أتباع الطريقة الرحمانية كانت سيرته حافلة بالأحداث التاريخية المهمة وخاصة وانه كان من صانعي الحدث في مدينة دار الشيوخ، فقد تربى الشيخ حسن يتيما وقد كفله عمه سي محمد بن الشيخ عبد الرحمان النعاس، فعلمه المعاني السامية للدين الإسلامي، كما كان لها الدور في صقل شخصيته الوطنية ، فبعدما انتشر خبر تأسيس حزب الشعب الجزائري كان من الأوائل الذين انظموا إليه، وقد اعتقل سنة 1940 من طرف القوات الفرنسية وزج به في سجن البيض، لم يدم مكوثه فقد فر من ذلك السجن... وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية عفت القوات الفرنسية عليه ، وبقي وفيا لحزب الشعب إلى أن اندلعت الثورة التحريرية سنة 1954 ،وذاع صيتها ومع مجيء الرائد عمر إدريس إلى دار الشيوخ حيث عقد اجتماعا وأسس بموجبه المجلس الوطني للثورة سنة 1956 وقد كان الشيخ سي حسن احد اعضاءه رفقة العديد من أبناء دار الشيوخ على غرار الشريف بن عبد القادر خبيزي ومحمد الصغير قاسم... وبعد الانطلاقة الحقيقة للثورة، انظم "سي حسن" إلى صفوفها كمدني في دار الشيوخ ومع منتصف سنة 1957 حدثت المؤامرة الدنيئة التي قام بها الخائن بلونيس أين قام بانقلاب في دار الشيوخ ،راح ضحيته العديد من المخلصين وكان الشيخ حسن احد ضحاياه فتم الزج به في السجن، وقد عذب من قبل أتباعه، ولولا فضل الله لكان ممن تم تصفيتهم ... بعد توالي الأحداث الدامية في دار الشيوخ استطاع جيش التحرير القضاء على بلونيس وأتباعه... في سنة 1958 قامت القوات الفرنسية بتنصيبه رئيسا لبلدية دار الشيوخ ،وهذا بعد أن ابرم اتفاقا مع عمر ادريس كان محتواه أن يستلم المنصب ويكون العين الساهرة على نقل الأخبار لجيش التحرير، وقد جسد فعلا هذا الاتفاق فقد كان ينقل كل أخبار تحركات العدو لعمر إدريس، ودام في هذا المنصب مدة أربع سنوات إلى غاية 1962 وهو يناضل من اجل استقلال الجزائر ودحر المستعمر... بعد ان نالت الجزائر استقلالها أقامت الولاية السادسة التاريخية احتفالات بالنصر، وتم خلالها عزل كل رؤساء البلديات ماعدا الشيخ سي حسن الذي أبقاه قائد الولاية السادسة التاريخية العقيد شعباني رئيسا لبلدية دار الشيوخ، وذلك لعلمه بولائه للثورة التحريرية وبقي شيخنا رئيسا للبلدية الى غاية 1965...بعدها اعتزل السياسة ،وبذلك اعتبر رمزا من رموز دار الشيوخ الخالدة في ذاكرة كل أبناءها الى يومنا هذا فقد ترك المرحوم تاريخا مشرفا زاخرا بالبطولات التي مازال ولا يزال يتذكرها أبناء حوش النعاس على مدى الدهر ... فرحم الله الفقيد و أسكنه فسيح جنانه...إنا لله و إنا إليه راجعون