على أوتار العود ونغمات الكمان والناي والأورغ يغني محمد صيلع الفائز في البرايم الخامس لألحان وشباب لتلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية أغنية بعنوان "طفلة الوادي"، كلمات الشاعر والمترجم ميلود حميدة متبصرا فيها حضارتها وأصالتها وحداثتها المنتمية، كما ارتشف من نبعها حضورها المتميز من خلال عراقتها التي اكتسبت بها مكانتها، وقد قام بتلحين هذه الأغنية فنان مدينة الجلفة عمر فيرح.. وقد كان اختيار "تلمسان" عاصمة الثقافة الإسلامية من قبل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة وذلك لما تحمله هذه المدينة من زخم ثقافي وتنوع حضاري جعلها تقف في عمق التاريخ بأصالتها ومعالمها الحاملة لدلالات شتى، قال فيها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في رسالته لها "أغادير، بوماريا، تاقرارت، المنصورة، تلمسان...أسماء لهذه الفضاءات الآهلة بالحضارات، إنها برهان التاريخ وعبقه، عناق الزمان بالمكان، الطريق إليها وعي يفيض بالمآثر والعبر، لقد كانت على مر العصور ساحة للتفاعل بين مختلف الأمم.." ومن هنا ومن هذه النافذة أطل الشاعر ميلود حميدة على عبقها فألبسه رداء الكلمة وقدم نصا للملحن عمر فيرح ليغرد محمد صيلع على مسرحها " يا توأم الروح بالأشواق ناجيني/ واسكب هواك لعل الحب يحييني/ مستفيضا من ملاحمها روح الفن وجماله.. وقد شارك في هذا العمل السيد عيسى مولاي من مدينة الأغواط في التوزيع الموسيقي وأدتها فرقة منابع الإبداع بدأ من عازف آلة العود الفنان عمر فيرح، ورضا أحمد بن ناصر على آلة الكمان، وحسن بوشنافة على آلة الأورغ، وعبد الكريم بن قيدة على آلة الناي، وأحمد تونسي في ضبط الإيقاعات، وبمشاركة الأصوات الواعدة بن بلخير اسحاق وقوادرية عامر، وقد أبدع الفنان محمد صيلع وتألق في استقطاب هواجس البوح الفني وانفرد بالتغريد لمدينة الثقافة والإبداع تلمسان. ومن جهة أخرى يعتبر الفنان عمر فيرح من الأسماء العاملة في المجال الثقافي بمديرية الثقافة كما يعتبر ملحنا ورئيسا لجمعية منابع الإبداع هذه الجمعية التي تعمل على تأسيس منهج علمي في نشاطاتها الإبداعية مع تلاميذ أدوا للآن مجموعة مهمة من الأغاني الوطنية والثقافية الفنية، وربما ستكون هذه الزيارة الانطلاقة الفعلية الفاعلة في المجال الثقافي المنتج لمدير الثقافة السيد عبد الكريم بلكيحل والتي ستساهم في تحريك المشهد الثقافي بالولاية الذي يحتاج إلى مثل هذه المبادرات كي تتحرك قافلة الإبداع وتترك ركودها الذي دام طويلا.