فتحت هذه الايام وزارة التربية الوطنية مسابقة وطنية لتوظيف الاساتذة في الاطوار الثلاثة الابتدائي والمتوسط والثانوي ولعل ولاية الجلفة اخذت النصيب الاكبر من المناصب خاصة في الطور الابتدائي هذا ماجعل طبول حرب المزاد العلني تقرع هذه الأيام بين بارونات البزنسة في ولاية الجلفة حيث انه ومع بدايات التسجيلات لم يرسوا المزاد على رقم معين خاصة في مناصب التعليم الابتدائي والذي قدر ب370 منصب والتي اسالت لعاب البارونات الكبار، هذا الطرح يخيف الكثير ممن يجتازون هذه المسابقة لكن ربما عزاءهم الوحيد في استحداث وثيقة شهادة الاقامة والتي فرضت لأول مرة ما جعل الكثير من المتسابقين يستحسنون اجبارية هذه الوثيقة التي يرون انها تكون سببا في ردع دخول المتسابقين من الولايات المجاورة الذين يزاحمونهم في المناصب، مع العلم ان ولاية الجلفة مضيافة جدا للدخلاء على حساب ابناء الولاية وهذا ما هو ملاحظ في السنوات الماضية حيث انك تجد خريجي الجامعات من ابناء الجلفة يجلسون تحت الجدران والمقاهي والدخلاء تجدهم في مناصب عالية ... وبالحديث عن مسابقة التربية لهذه السنة فقد اشيع في السنوات الماضية عن بيع وشراء المناصب في المقاهي فقد اصبحت مراكز لسوق التوظيف عرّابوها هم رؤساء المصالح السابقون في مديرية التربية والذين يقال انهم ازيحوا من مناصبهم ورغم هذا فالكثير من خريجي الجامعات يبقون متخوفون من تجذر هذه الظاهرة الخطيرة التي اصبحت تنخر جسد قطاع التربية في ولاية الجلفة ، مديرية التربية كانت سوقا حرة لبيع مناصب التوظيف والسنوات الماضية كانت شاهدة على عديد الظواهر منها ما تعلق بنجاح مترشحة في مسابقتين اثنتين رغم علم مصالح التربية بذلك وكان لها ان تختار احدى المنصبين وطبعا بمقابل مالي يقدر في اغلب الاحيان ب 30 مليون سنتيم ... ظاهرة اخرى كان بطلها احد بارونات المزاد الخفي في سوق التوظيف في الجلفة حيث ان بيته اصبح مزارا لكثير من الطامعين وهو معروف لدى القاصي والداني خاصة في الجهة الشرقية الشمالية للولاية كون انه كما يقال يحل ويربط طبعا بمبلغ 30 مليون سنتيم ... من الظواهر الاخرى للطمع من أجل الظفر بمنصب عمل ان احد الأشخاص باع سيارته واعطى ثمنها لاحد وسطاء الرشوة، لكن مع ظهور النتائج لم يتحصل لا على المنصب ولا على ثمن السيارة ... وعند تحليل هذه الظاهرة نرى ان الكل متواطئ في مثل هذه القضايا ابتداء من مدراء التربية كون ان المدير هو الذي يمسك بزمام السلطة حيث انه لا يستطيع ان يفتح تحقيق في نتائج مسابقة التوظيف وهو حال المدير السابق للتربية الذي اعطي له الدليل القاطع على التزوير والفبركة في عديد القضايا إلا انه قال لا دخل لي لان العدالة هي الفيصل ، هذا التصرف يؤكد ان اي مدير يأتي على رأس مديرية التربية او مديرية "الفساد" تعطى له معلومات اولية حول مناخ الفساد الاداري ومدى تجذر قوة البارونات داخل المحيط التربوي من جانب آخر، و رغم اتهام الادارة بالفساد إلا اننا لا ننفي ان الكثير من ابناء الشعب الجلفاوي رضوا بواقع قهوة القاضي او كيفما يحلو للبعض تسميتها ، هذا المجتمع الذي قبل هذا الواقع تربى ويتربى ابناءه في السحت و العياذ بالله، و كُلُّ لَحْمٍ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ...الحديث اضافة الى ذلك يطرح العديد من المتتبعين لشؤون التربية في الجلفة عديد الاسئلة ولعل من اهمها هل يستطيع مدير التربية الجديد او المكلف ان يستل سيف الحجاج في وجه بارونات سوق التوظيف ويستطيع الاستماتة دون ان يتورط معهم ويصبح بارونا هو الاخر ويفتح مكتبا موازيا لمكتبه في احدى مقاهي الولاية ...