هي قصة لا يمكن لأحد من الجلفة، ولا من أي بقعة في هذا الوطن أن يتخيلها، ولا أن يتصور وقائعها، إلا بعد أن يرى حال العائلة، فلا الكلمة ولا الصورة قادرة على التعبير أو الوصف في مثل هذه الحالات ... عائلة مكوّنة من عشرة أفراد، أب أنهكته سنوات الكدّ والعمل ، وأم مقعدة ، خمس بنات ، و ولدين ، و ظروف اجتماعية صعبة زادها إعاقة ثلاثة أفراد من العائلة، تقطن بيتا مصنوعا من الطوب والحجارة، وأكوام من القش والقصب يكاد يهوي على رؤوس أفرادها لا أبواب لا أغطية لا أفرشة، سقف مثقوب، الرياح تعصف بالبيت من كل جانب والمخاطر تهدد ساكنيه، وأكثر من ذلك أن العائلة في غالب الأحيان لا تجد شيئا تَسُدُّ به جوعها، فوصل بهم الأمر الى تناول مادة "النخالة" التي تقدم كغذاء للأنعام لمدة فاقت الخمسة عشر يوما ... متزل العائلة بدون باب غرفة العائلة ....لا باب وثقب كبير في السقف القصة تدور وقائعها في منطقة ريفية تسمى: " بوشَرْفْ " على محور الطريق الولائي رقم 108 الرابط بين بلدية " فيض البطمة " بعاصمة الولاية ، بمحاذاة جبل" القديد " , وبفضل بعض المواطنين الذين كانوا يحرثون أرضا لهم، اكتشفوا حجم معاناة الأب "أحمد " الذي روى لهم قساوة العيش وقد بلغ من العمر ستين إلا سنتين ، فمنذ ذلك اليوم هَمّوا لمساعدته وقدموا له ولعائلته، ما لم يحلموا به وما لم يروه ..... مواد غذائية ، خضر و فواكه ....... "الجلفة إنفو" كانت حاضرة فور إبلاغها. ففي اليوم الثالث للزيارة، ولحظة اقتراب السيارة والشاحنة التي كانت تحمل هذه المرة أغطية وأفرشة ، حتى ظهر "أحمد " برفقة أبنائه "خولة "، "أم هاني"، و "عبد الحميد " المقعد ذو الثماني سنوات وكلهم فرح وسرور ، طبعًا فقد عرفوا من أعاد لهم البسمة ، فاستقبلوهم بأحسن منها ..... وما كادت الشاحنة تفرغ ما عليها من أغطية وأفرشة ووسائد... حتى عمّت الفرحة المكان و امتلأت العيون دموعًا ، إنها دموع الفرح والشكر "لله عز وجل" ولكل الناس الطيّبين ، الذين رسموا البسمة في وجوه بريئة ، فما أحوجنا لمثل هذه المبادرات ، ويا ليت كل واحد منا يتفقد جاره ... "أحمد" لم يصدق ففي كل مرة يطلب منّا أن نشرب القهوة ،الآن في البيت كل ما يلزم...، وربما لم يقلها منذ سنوات ، أو ربما لم يزره أحد منذ سنوات ... تشاء الأقدار ، أن يسخر العلي القدير ل "أحمد" و عائلته أناس عقدوا العزم على مساعدته ، والتخلي عن كل ارتباطاتهم الى أجل غير مسمى، بل الذهاب بعيدًا وتحقيق أمنية "أحمد" وعائلته و شراء منزل لائق في مكان مأهول ، بمساعدة أهل الخير و الإحسان ، فالجلفة نبع للأصالة و الكرم ، و أبناؤها مدعوون جميعا للمشاركة ونيل الأجر والثواب ، والله لا يضيّع أجر المحسنين . أحمد رفقة بعض المحسنين تبرعات المحسنين