تعيش عائلة عمراني من الجلفة أوضاعا صحية واجتماعية سيئة، هذه العائلة التي تتكون من ثمانية أفراد لا معيل لها غير ابنها علي صاحب ال 24 سنة والذي ترك مقاعد الدراسة لمساعدة أفراد أسرته لكونه الوحيد الذي لا يعاني من أمراض، فوالده البالغ من العمر 68 سنة مصاب بمرض الزهايمر ووالدته مصابة باختلالات عقلية. في الوقت الذي يشكو فيه كل إخوته من أمراض مزمنة فزكموط 38 سنة، أم هاني 36 سنة وفاطنة 33 سنة مصابون بإعاقات ذهنية، في حين يشكو كل من محمد 22 سنة، عبد الرحمن 20 سنة ومختار 16سنة من أمراض فقر الدم وضيق في التنفس وداء السكري، وهو الأمر الذي جعل ظروف حياتهم جد صعبة وقاسية بسبب انعدام المدخول كون جميع أفراد الأسرة طريحي الفراش جراء تدهور أوضاعهم الصحية. وقد لمست السلام حجم معاناتهم خلال زيارتها للعائلة بحي الوئام الشعبي بمدينة الجلفة والتي وجدناها تفترش أفرشة بالية مغطاة بالكرتون عله يجلب لهم القليل من الدفء خاصة مع الصقيع والثلج الذي غطى المنطقة في الأيام الماضية، ما جعل البرد يسكن كل زاوية من زوايا البيت. وحسب ما أكده علي الذي يقوم بكل شؤون البيت من غسيل وطبخ وتنظيف في أوقات فراغه من الوظائف الشاقة التي يعمل فيها بشكل مؤقت كورشات البناء، فإن عدم توفر عائلته على مدخول دائم يجعل أفرادها لا يتناولون الطعام لمدة تصل إلى ثلاثة أيام، وكثيرا ما يعتمدون على ما يقدمه الجيران والخبز الذي يتصدق به بعض المحسنين في المخابز عليهم. وخلال محاولتنا التحدث مع أم هاني البنت الكبرى رفضت ذلك وجلست في زاوية الغرفة المجاورة، حيث أكد نفس المتحدث أنها ترفض حتى استخراج بطاقة ذوي الاحتياجات الخاصة لأنها تحتوي على صورتها، ليبقى التساؤل المطروح هو كيف يمكن لهذه العائلة الإستمرار في العيش في ظل هذه الظروف الصعبة أمام جهل أو تجاهل السلطات المحلية لوضعيتهم الاجتماعية والمعيشية.