رغم اجتهاد وزير الداخلية "دحو ولد قابلية" في الدفاع عن الوزير الأول "عبد المالك سلال" و قوله أنه يعرف جيدا انشغالات سكان الجنوب كونه كان واليا سابقا على أدرار و تمنراست، إلا أن التعليمة الأخيرة التي أصدرها عبد المالك سلال، و المتضمنة إلغاء الفوائد على القروض الربوية لصالح شباب الجنوب، جعلت الوزير الأول في مواجهة باقي الشباب الجزائريين المنتمين لمنطقتي الهضاب العليا و الشمال. فهل أن شباب الجنوب مسلمون و الباقي كفار حتى تلغى لصالحهم القروض الربوية التي يمنحها "الأونساج" و "الكناك"؟ أم أن الوزير الأول سيبحث لنا عن فتوى تجيز القروض الربوية؟ الحقيقة أن السلطة الجزائرية عوّدتنا على تقديم الحلول الشكلية كما تطرقنا إليه في أكثر من مرة و سميناها سياسة التخدير الموضعي (حادثة "النفق الجلفاوي" و سياسة "التخدير الموضعي" ) ... غير أنه كلما اجتهدت سلطتنا الرشيدة في علاج الأعراض، دون البحث عن الأسباب الحقيقية للمرض، إلا و وجدت نفسها في مطبّات وضعت هي نفسها فيها. الوزير الأول عبد المالك سلال قرر منح شباب الجنوب قروضا بدون فوائد من أجل تشجيع إنشاء المؤسسات الشبانية، و زاد على ذلك أن أمر الولاة - في الجنوب- بمنح نسبة 20 بالمائة من المشاريع و الصفقات إلى أولئك الشباب و نفس الأمر بالنسبة للشركات البترولية في الجنوب التي صارت مجبرة على التعامل مع الشباب أصحاب الشركات "الحلايلية". أما شباب الهضاب العليا و الشمال فنقول لهم أنتم "كفار" بمنطق الوزير الأول و ما عليكم سوى انتظار أن يأتي وزير أول آخر يقرأ الدستور الجزائري جيدا و يحفظ عن ظهر قلب المادة 29 منه و التي تقول "كل المواطنين سواسية أمام القانون. ولا يمكن أن يُتذرّع بأي تمييز يعود سببه إلى المولد، أو العرق، أو الجنس، أو الرأي، أو أي شرط أو ظرف آخر، شخصي أو اجتماعي" ... لقد صرنا فعلا نترحم على أيام أويحيى. و في الأخير تحية الى كل شاب رفض أن يكون ضمن من توعّدهم الخالق عز و جل في قوله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ* فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ"